نشرة.. علي ابوعركي
يرى الصحفي والمحلل السياسي ان السودان كانت أمامه فرصة كبيرة للتقدم والازدهار وتجنب مايحدث الأن هذه الفرصة صنعها الشعب السوداني الذي كان عازما على صناعة تغير حقيقي، في الدولة وليس مجرد تغير في السلطة وبان ذلك جليا في ساحة الاعتصام على مدى اكثر من شهرين قدم نموذجا لشكل السودان الذي يحلم به ولكن بكل اسف لم يستطع الساسة استلهام الدرس والنموذج فعادوا بالسودان الى الوراء استنسخوا تجاربهم خلافاتهم انانيتهم وصراعاتهم حول السلطة فأدى ذلك الى فشل التغير.
وبالعودة الي الأسباب التي قادتنا الي هذا الفشل أن هناك مشكلة حقيقية وهي ان الطبقة السياسية تهيمن او تسيطر على الدولة في كل المجالات في السياسة والثقافة والفن والرياضة حتى الزواج الجماعي تقوم به الدولة وهذا خلل مريع لان طبقة السياسة غير مطالبة بمؤهلات وشروط او حتى رخصة كما انها غير محاسبة على ما تفعل. يستطيع أصغر سياسي اصدار قرارات تؤدي إلى خسائر ضخمة يدفعها الشعب السوداني دون أن يتعرض هذا السياسي لأي محاسبة.
وهذا يعني أن هناك خطر حقيقي وكبير يهدد السودان ويزداد الوضع خطورة يوما بعد يوم. خطر وجودي يمكن أن يقسم الدولة السودانية الي دويلات صغيرة ومتناحرة.
ولكن لحسن الحظ يمكن أن نتجنب ذلك لأن الازمة ليست في النخاع الشوكي للدولة بل في طبقة السياسة التي تتصارع فوق ظهر الوطن دون أهداف ومبادئ.
ومقارنة بالازمات والضائقة الحادة والظروف التي تمر البلاد ان الوضع الطبيعي للإعلام انه يجب عليه أن يلعب دورا في صناعة التغيرات الوطنية ولكن بكل اسف غالبية الإعلاميين وقعوا فريسة الاستقطاب واستسهال الجماهيرية التي توفرها الانتماء لهذا الطرف او ذاك فأصبح الاعلام جزءا من المشكلة وليس الحل.
واري أن المشكلة سببها ان الإعلاميين نفسهم غير مدركين لدورهم واهميتهم في صناعة الأجندة الوطنية والبعض يظن ان مجاراة اللغة الهتافية والخوض في المعارك السياسية يكسبهم شعبية وهذا خطأ لان الاعلام يمثل الشعب والمواطن ومصالح الوطن وهذا يتطلب دعم المواقف والأفكار وليس الأشخاص واللافتات.