بقلم … عبد العزيز النقر
معلوم في التاريخ السوداني أدب الهنبته وهو أدب وثق له شعراء كبار فى ذلك الزمان كالشاعر ود ضحوية وود آمنه وغيرهم من شعراء ذلك الزمان. والهمبته في مفهومها البسيط يقوم على اخذ حق الغير بالقوة ولكن ذلك الغير لابد أن يكون غنيا وإعطاء الشئ الذي تم همبتته للفقراء
عند اندلاع الحرب في الخرطوم ظهرت اغنية من اغانى البادية في غرب السودان تقول:_
عشــان أم قــرون بـركـب الحـديد بوكسـي (أم قـرون = صاحبة الشعـر الطويل)
بتسر الناظـرين
دائما متفقـين
ما بتقـول قولا شين
عسـل قشطـة وياسـمين
في جمـالها ميتين
في عينيهـا تائهين
ومضمون الأغنية تنحصر فى قناة البادية هذه من أجل نيل حبها لابد للشخص أن يركب بوكسي
وفى ادب الهنبتة عدم الاعتراف للشاب ببلوغ قدر الرجال إذا لم يمارس «الهمبتة» كذلك المروءة والنجدة والشهامة من أخص خصائص «الهمباتة» و«الهمباتي» لا ينهب من قبيلته ويرعى حقوق الجار والعشيرة ،ولا ينهبون ابل المرأة واليتيم والفقير والغني الكريم،
الوفاء للرفيق من أميز صفات «الهمباتة» ويفدونه بالأموال والأرواح أما العُملا يُسوِّقون الابل المنهوبة و«يُشَهِلون» الهمباتة عند الحاجة
يقول الطيب ود ضحوية في هذا الصدد:_
كم شدّيت علي تيساً بهمك الغَلة
وكم غوَّص بهن لامن شِهيرن حلَّ
ود مكّة بيقول يا خالي كيف الحّلَة
من سوقهن حلف بلّال جنى خادم الله
كم شديت علي ضهر البِهمْك الشوكْ
وكم كرَّف قُروناً عَبَّكِن دايوك
أمانةَ يا حسن تاخد عشا الولدوك
ياتو الخَلَّسك وكت العساكر جوك؟