منذ صغري كنت مهووسة بالاكتشاف والتوصل الي النتائج المعقدة والصعبة ومن ثم الوصول فيها لنتيجة والخروج منها
بتجربة وهذا ماقادني وجدانيا وفكريا قبل علميا الي عالم الكيمياء
ثمة رابط يجمع بين الكيمياء والحياة يبدأ بطاقة الكون وحركة البشر. دائرة الأحداث والائتلاف وهي في المقام الأول روابط روحية طاغية تمثل قانون جذب الأشياء في التجاذب والتنافر في التناغم والانسجام كلها محاور تدور حول فلك كيمياء الحياة
وهذا ما شدني الي عالم الكيمياء
ازدهرت فيه وزادت خبراتي وجدت عبر هذا العلم كثيرا من الاجوبة لتساؤلات قديمة
وثق لها.. علي ابوعركي
ولكنها اخذت شكل اخر مع دراساتي العليا (الماجستير) في كيمياء النباتات (phytochemistry) وهو علم معنى بدراسة وتحليل النباتات الشعبية المستخدمة علاجيا وتجمليا و اكتشفت ثلاثة مركبات كيميائية علاجية استخلصتها من نبات (القمبيل) وهذه المركبات الكيميائية فعالة لعلاج الالتهابات ومضادة للأكسدة وكانت نتائجها العلاجية ممتازه جدا وتمت مقارنتها بنتائج علاجات مصنعة واثبتت انها أعلى من نتائج العلاجات المصنعة في الصيدلية وذلك في أطار معمل Biochemistry وال microbiology فنبات القمبيل يمتاز بانه مضاد للاكسدة والالتهابات ومن استخداماته الشعبية انه يساهم في علاج الجروح والكسور.
وايضا اجريت دراسات علمية علي نبات الويكة (Abelmoschus esculentus) فهي غنية جدا بالالياف وحمض الفوليك وتساعد علي ضبط مستوي السكر في الدم وتعمل علي تنظيف الرئتين وتحمي من سرطان القولون والاهتمام بصحه الاسنان والعظام.
وتجميليا تعمل علي ترطيب وتغذية وفك تشابك الشعر لاحتوائها علي البروتين وايضا تغذية وشد البشرة وترطيبها وتستخدم كماسك فيس لأنها غنية بفايتمين A و C و k
واجهتني عقبات حتى اصل الى هذه النتائج نسبة لعدم وجود الأجهزة المعملية في السودان فاضطررت للسفر خارج البلاد حتى اخرج بهذه النتائج بشكل دقيق.
لم تكن حياتي (مغموسة) في المركبات الكيميائية والقاعات الجامعية فقط بل كان ومازال يتملكني شغف الموسيقى والقراءة والاطلاع. اطالع المجلات العلمية العالمية اهوى استايل والفاشون ومتابعة لاخر صرخات الموضة والعطور اهوى الحياة وادمن الجمال.
واصلت في رسالة الدكتوراة كنت محاضرة لطلاب الطب وطب الاسنان والصيدلة والعلاج الطبيعي والمختبرات ادرسهم مادة الكيمياء العامة (general chemistry )
تقارب الأعمار بيني وطلابي خلق الفة ومحبة وانسجاما. كنت افهم تفكيرهم والتقط إشارات تعابيرهم كما ذكرت كان عمري لم يتجاوز 29 عاما.
رسالة الدكتوراه في الكيمياء العضوية (Organic chemistry) وهي احد فروع علم الكيمياء تتناول بيئة وخواص وتفاعلات المركبات العضوية التي تحتوي على عنصر الكربون كما انها تهتم بالتفاعلات والمواد الداخلة في تكوين الكائنات الحية او الناتجة من كائن حي ولهذا سميت بالعضوية.
المتعارف أن اي رسالة دكتوراة من شروطها اكتشاف ثلاثة مركبات كيميائية جديدة لم يتعارف عليها من قبل أجريت ابحاثي على أوراق نبات المستكة (Pistacia lentiscus) فهي فعالة لعلاج امراض الجهاز الهضمي وتنظم مستوي السكر في الدم وتقضي علي جرثومة المعدة.
وايضا تحافظ على شباب البشرة لاحتوائها على نسبة كبيرة من مضادات الأكسدة والوقاية من التجاعيد وان هذه الأوراق تحفز على إنتاج الكولاجين في الجلد والتخلص من حبوب الشباب فهي مضاد للميكروبات.
ثم نبات القرفة (Cinnamomum verum ) وهي لحاء لشجرة دائمة الخضرة موطنها الأصلي سريلانكا وهي تشكل مصدرا ممتازا للالياف الغذائية والحديد والكالسيوم كما انها تقوم بمنع تجلط الدم وتقليل الالتهابات ومقاومة الجراثيم وتقليل مستويات السكر في الدم كما انها تزيد مناعة الجسم وهذا ما قمت باثباته معمليا بل استخلصت مركبات كيميائية متعلقة بهذه الأبحاث وتجميليا تعمل على نعومة ولمعان الجلد وعلاج مشكلة المسام الواسعة وازالة الجلد الميت وزيادة مستويات الكولاجين في الجلد.
قمت بنشر هذه الأبحاث في مجلات عالمية نشرت (٩) اوراق علميه وَوجدت هذه الأبحاث الصدى والانتشار.
مع الاستمرار في مجال التدريس تنقلت في عدة وظائف بين مصانع الادوية الي شركات الكوزمتك ومن انجح التجارب شغلي في شركه اولاد فايز للكوزمتك الشركه العريقه جدا استفدت منها خبرات عالية ومؤخرا وبحمد الله دشنت مشروعي الخاص وهو عبارة عن شركة أطلقت عليها (في خدمتكم) ( At your service) الطبية المحدودة لتوزيع منتجات الكوزمتك العالمية للصيدليات والشركات الطبية بالجملة.
ما شدني لتأسيس هذا المشروع ارتباطي المطلق بالكيمياء ومستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والتفتيح الطبيعي.
اشعر بقيمة كفاحي ونضالي كلما نظرت في عيون أطفالي
وعندما افتح ورقة علمية او بحثا لطالب فأجد الطالب خاتني (كرفرنس) لنتائج بحثه. اسعد دوما بمثل هذا.
وفي الخواتيم حياتي قصة كبيرة كتبت حروفها من نار ونور تعلمت الا شيء يبقى على حاله وان كل نفس ذائقة الموت الا ان الحياة لا تتذوقها كل الأنفس وان النور دوما ما يخرج من جوف الظلام.
كونت حاضري تصالحت مع ماضي وفتحت الف باب لمستقبل ات لواقع شكلته بالمشاهد والصور والتضحيات لأجل ابنائي لأجل حياتي وأهلي لأجل وطني
كل هذا الصمت والصبر والرغبة زادت من دافعي اكثر في تحقيق المزيد من النجاحات فكنت في هذه القصة كاسطورة طائر العنقاء او طائر (الفينيق) كلما احرقتني نيران الواقع ولدت من رمادي الف مرة فلا نهاية لي.