ٱجرينا معها هذه مقابلة كانت بدورها واضحة جريئة في توصيل رٱيها ٱفكارها ومبادئها المرتبطة بالعديد من القضايا ، ٱبرزها الواقع الحرب المرير، الذي تعيشه بلادنا الآن ، الملف الإنساني تلك الكارثة التي يتستر خلف ظلامها الالاف الجثث وخطورة القادم في ظل التجاهل
والتهميش وعلوو الاصوات التي تنادي بتشريد وقتل ماتبقي من الشعب تحت ( إعتقاد إنوا دا الحل )
تفشي العنصرية وإنتشار خطاب الكراهية في التوقيت الٱخطر والبلاد مهددة بالتفكيك والتلاشي ، والإنزواء وإيضا دور الإعلام وتٱثيره في هذه المرحلة الحرجة ، وٱهميته بٱن يلعب دورا في الوعي العام وتعزيز إنتشار الخطاب الايجابي الداعي لضرورة تماسك الشعب والتمسك بحقنا الكامل في البلاد و التراب ، والدعوة للإتحاد وعدم التشتت ، ومواضيع ٱخرى ، ٱكثر ٱهمية تتابعونها عبر مضابط هذا اللقاء .
حوار..علي ابوعركي .
كيف تنظرين لمجريات الراهن في السودان؟
آنظر الى راهن البلاد بطريقتين، الأولى كمواطنة حزينة على الذي يحدث في بلادها من شتات وموت وجوع، تشرد و لجوء و نزوح و الكثير، عقولنا لا تستطيع إستيعاب كل ما يحدث، و لا نستطيع حصر حجم الضرر الحقيقي واعتقد ان ما يصل إلينا من معلومات لايتجاوز واحد بالمئة من الاحداث المؤسفة والمحزنة التي تحدث على آرض الواقع، و ما خُفي أعظم..
الطريقة الثانية كإعلامية تشعر بنفسها مكبلة بعد توقف القنوات و الاذاعات في البلاد و بعد ان اصبحت طريقة التعبير الوحيدة هي عبر السوشيال ميديا فمن خلالها بحاول ارسل رسائل التوعية و نشر كل مفيد..
*بأي امكانية يمكن ان يسهم الوعي الشعبي في ايجاد حل او مخرج من الأزمة ؟
ٱعتقد ان الوعي هو المخرج الآن، كلنا يجب ان لا نتوقف عن نشر الوعي و إظهار الحقائق و إزالة الغشاوة عن العيون.. لا بد من الاستمرار في محاولة ايصال صوت الوعي والصوت الذي يدعو للسلام والحرية، والصوت الذي يدعو لبناء الدولة، وضرورة الإتحاد و ٱن نكون واحد حتى نتجاوز هذه الٱزمة ونستعيد المسار المدني..
*في ظل تردي الأوضاع وتهميش واقع حالة الناس الا تعتقدين ٱن هنالك تجاهل للملف الإنساني؟
هناك تجاهل كبير للملف الإنساني في السودان على الرغم من انه ملف كبير جدا ومخيف ، نحن على شفا مجاعة حقيقية ،يمكن ٱن تحدث في كل ٱنحاء البلاد ، إن لم يتم تدارك الاوضاع بالشكل المناسب والسريع.. عن نفسي كنت دوما ٱ قول انه يفترض ٱن تكون هناك خطط إسعافية في حالات الازمات الحقيقية توفّر حلول سريعة و ناجعة و بدون تأخير..
الازمة الآن لا تحتمل ٱي تباطؤ او تخاذل في حلها، و بالضرورة ٱن يكون هناك عمل حقيقي لمجابهتها ، وهذا لايلغي حقيقة ٱن هناك منظمات انسانية سودانية تبذل مجهودات جبّارة وٱيضا هناك افراد اياديهم خضراء و يقومون بعمل مؤسسات كبيرة بانفسهم لإيصال المساعدات للمحتاجين و المتضررين..
تخيّل حجم التأثير إذا اجتمع هولاء الأفراد و هذه المؤسسات و كوّنو منظومة متكاملة للمساعدةا؟ سيكون التأثير اقوى و اكبر و اكثر تأثيراً ..
*لماذا لم تنجح كافة المبادرات الرامية لوقف الحرب؟
للأسف وبكل وضوح هناك جهات رافضة لتوقف الحرب و ترى في استمرارها فائدة لها بشكل او بآخر، لو كان الجميع متضرراً لسعى الكل لإيقافها.. لكن وكما هو واضح ان هناك جهات مستفيدة من الحرب وتتغذى بإستمرارها، و كل ما اقتربت الجهات الساعية لإيقاف الحرب من ايجاد حل يتم اصطناع حدث لتعقيد الأوضاع اكثر و البُعد خطوات كبيرة عن السلام..
النفس الإنسانية السوية تبحث دائماً عن السلام و الحياة و التعمير ف مقولة نعم للحرب هي مقولة تفتقر للإنسانية و الشعور السويّ و من الغريب جداً و المحيّر ان يكون هناك من ينادي بإستمرار معاناة الشعب و استمرار انتشار رائحة الموت و استمرار الدمار و الخراب… هذه الحرب لن تنتهي بحسم عسكري و ستنتهي مثلها كمثل كل الحروب عبر التاريخ بمحاولة التفاوض و البحث عن نقاط تقارب لإيقافها لكننا نخشى ان يكون حجم الضرر آنذاك اكبر من قدرتنا على علاجه، او قدرتنا على استعادة الدولة كاملة..
*نٱخذ منحى ٱخر ماذا عن رأيك في سيطرة الإعلام الموازي او الرقمي بشكل كامل على حساب الإعلام التقليدي .. ما خطورته؟
الاعلام الرقمي او الموازي هو حاليا فعلاً المسيطر، لابد ان نعترف بذلك.. ان تأثير ما يُنشر عبر السوشيال ميديا اصبح اقوى و اسرع انتشاراً عن ما يُبث في الاعلام التقليدي.. و في رأيي كي ينجو الإعلام التقليدي و لا يندثر لابد ٱن يعمل بالتوازي مع الاعلام الرقمي وهذا ماتقوم به بعض القنوات و الاذاعات كتجربة اذاعة هلا التي أضافت البث المرئي عبر السوشيال ميديا و الذي يُبث بالتوازي مع بث الاذاعة عبر موجات الإف إم لكي يكون محتواها ٱقرب للناس وتتمكن الإذاعة من توصيل المعلومة بصورة ٱكبر و اكثر انتشاراً ..
خطورة الاعلام الموازي تكمن فقط اذا تم استخدامه بشكل خطأ او سلبي، مثال لذلك الاعلام الموازي في الثورة الذي كان موحداً و قوياً و ايجابياً لدرجة انه كان واحداً من الاسباب الاساسية في سقوط النظام السابق، أما الان في الحرب فقد حدث العكس، الاعلام الموازي الآن مدمّر و عنصري و يدعو للتفرقة و الكراهية و الانقسام، فهو مؤثر ولكن للأسف بشكل سلبي.
في اي حدث مهم مر على البلاد بداية بالثورة و حتى الاحداث الان يتعطل الإعلام التقليدي و يتصدر ترند التغطيات الخارجية؟
هذه واحدة من ايجابيات الإعلام الموازي و السوشيال ميديا ان يظل صوت السودانيين موجود حتى لو انقطع الارسال و الانترنت، السودانيين الموجودين بالخارج كانو دائماً على الموعد للذود عن من هم داخل الوطن و لا يستطيعون إيصال اصواتهم، كانو هم صوت السودان و صوت اخوانهم السودانيين…
*كإعلامية ما رأيك في تفشي العنصرية و تعالي خطاب الكراهية و القبلية؟
الرصاصة تقتل شخص واحد لكن خطاب العنصرية يمكنه قتل قبيلة و حتى قتل وطن كامل.. انا خوفي من ان يصل خطاب العنصرية والكراهية لدرجة ان يكون سبب في ضياع الوطن و تفتته بالكامل.. من وجهة نظري الشخصية ان اسوأ مافي هذه الحرب هو خطاب الكراهية والعنصرية والقبلية الذي اصبح متعالي بشكل كبير و للاسف ان عدد كبير من المواطنين منساقين خلفه بقوة.. لكن ايضاً و في المقابل هناك جهات تعمل على نشر الوعي و تمكين مفهوم الوحدة الذي يؤدي إلى السلام، هناك مجهودات عظيمة لعدد من الأجسام المدنيةالتي تنادي بضرورة الاتحاد و التوافق .. اتمنى ان ينشغل الناس بالخطابات الايجابية و نتوقف عن الجري خلف الخطاب السلبي فهو خطاب قمئ ومقيت ونتن وفيه الكثير من الخباثة و المكر بالسودان، لابد ان نكون واعين لخطورة الموقف و اخشى إن استمر هذا الخطاب بالإنتشار ان نبكي دماً في يوم من الأيام على ضياع الوطن.. كلنا سودانيين مهما اختلفت قبيلتنا ولهجتنا وديانتنا ولساننا ولوننا كلنا سودانيين و يجب ان نفخر بذلك ويكون مصدر قوة و تغيير لا حرب واقتتال…
*انتشر بشكل كبير مؤخراً، هل يهدد البودكاست الشاشات ؟
شخصياً ما حصل اعتبرت البودكاست مهدد بالعكس اعتقد انه اضافة لكل المنصات الاعلامية و هو نتاج طبيعي للتطور الحاصل حالياً في العالم.. البودكاست هو خليط لكلمتين (آيبود + برودكاست) و هو انك تقدر تحضر برامجك المفضلة في اي وقت مثل قدرتك للاستماع للاغاني في اي وقت..
زمان لم يكن هذا الوسيط موجود كان الكل متجمعين حول الراديو وبسمعوا وبنتظروا أغنيتهم المفضلة، و تتطور الأمر عبر السنين و اصبح كل شخص ليه راديو و مسجل و تلفزيون في موبايله الخاص .
لا ارى اي تطور كخصم او مهدد بل بالعكس اعتبره اضافة وانا شخصياً بحبه جدا وبحب برامجه لاني بشعر انها جمعت مابين الاذاعة والتلفزيون و السوشيال ميديا في قالب واحد خفيف ولطيف…
*نادين اين نحن الآن، اين دورنا، و ما الذي جرى لنا ؟
نحن الان في مفترق طرق والدولة في حالة نكون او لا نكون ، بقليل من الوعي وقليل من التفكير وكثير من الاتحاد والبعد من خطاب الكراهية ، ممكن بسهولة نصل إلى وقف الحرب .
وستتوقف بصنع السلام وممكن نصنع السلام، مافي حاجة صعبة… كل نماذج الحروب في العالم استطاعت ان تسمو فوق المرارات و الجراح وان تصل الى سلام دائم و ان تصل إلى قرار بوقف الحرب و هكذا تُبنى الدول و تستمر البشرية..
دورنا ان نظل ننشر الوعي و نؤكد على ضرورة السلام و ان لا نتوقف ولا نيأس و ان يكون الأمل موجود دائماً بقدرتنا على التغيير حتى و ان كان المشوار طويلاً و لكن حتمية الوصول هي الخيار الوحيد..
نسأل الله ان يبعد الفتنة عن بلادنا و ان يوحّد صوتنا جميعاً بما فيه خير البلاد و العباد …