المشاهد الجريئة في الفيلم موجودة كجزء يستحيل بتره لإرتباطه بحقيقة حياتنا السودانية.
السودان في حوجة ماسة لِفن يسبر أغوار الإنسان ويُناقش حقيقتنا.
*# لكل مهنة قواعد وأنظمة الإخلال بها يؤدي لآثار سالبة*
*#يُشاهدون منظر لعملية قتل بشعة ولايستفزهم إلا مشهد يوحي بالجنس*
*# حوار/ محاسن أحمد عبد الله*
المُمثل والمُخرج السوداني المعروف “نزار جمعة” شارك مؤخراً في الفيلم السوداني الزائع الصيت (وداعاً جُوليا) ، من مُواليد حي”السجانة” العريق بالخرطوم ، بدأت مراحله الدراسية بمدرسة الديم غرب الإبتدائية ،شُعبة المسرح بالخرطوم التجارية ، برنامج رعاية الموهبة قصر الشباب والأطفال قسم الدراما ،ثم أكاديمية علوم الإتصال.
إلتقيناه خلال هذا الحوار الذي تناولنا خلاله الحديث عن فيلم (وداعاً جوليا) ، وموضوعات أخري مُتعلقة بالإنتاج والإخراج…نُتابع ما جاء في الحوار :
*# حدثنا عن بداية ولوجك لمجال التمثيل والإخراج وأبرز أعمالك* ؟
بدأت كمُساعد مُخرج الأستاذ “حسن كدسة” ومُخرج مُنفذ للأستاذ “هشام يوسف” والأستاذة “سلوى درويش” ، ثم مُخرج بتلفزيون السودان
ومُنفذ في “حكايات سودانية” أخرجت عدداً كبيراً جداً من الأعمال الكوميدية مثل (الدعيتر لمة حبان ، ودارفوريات خالد نيالا وفيلم ديكودراما رحلتي مع المايستوما لجامعة الخرطوم)وأعمال وبرامج مُختلفة
*#خروج الدراما السودانية من جُلباب المحلية للعربية والعالمية مُؤخراً.. الأسباب* ؟
العقبة الكُبرى كانت الإنتاج من حيث التمويل وأشكال المعرفة للصرف الصحيح.
# التقمص وبناء الشخصية الدرامية فن وعلم يُدرس في الكليات والمناهج المسرحية.. أثر ذلك علي المُتغولين والهاوين الذين اقتحموا المجال ؟
الفن الأصل فيه الموهبة ثم الثقافة ثم الصغل بالعلم ولايمكن تجاهل أحد هذه العناصر ، صحيح أن لكل قاعدة شواذ ولكن العلم مثلاً دونه سيأخذ المبدع زمناً طويلاً قبل إدراكه للتشوهات التي يحدثها في هذا الفن
*# مارأيك في البطولات التي تمنح علي مُستجدي المجال بلا اشتراطات مهنية* ؟
العمل الدرامي مسؤولية مُخرج في المقام الأول وقد يستعين أحياناً بشخص لاعلاقة له بالفن ويبذل مابوسعه ليصل للنتيجة المرجوة، وأحيانا يشعر بعض الشباب بأن هناك هيمنة أو إحتكار فيتمردون على النسق المُتعارف عليه وأحياناً تكون النتيجة إيجابية لظروف مُختلفة ، ولكن يظل لكل مهنة قواعد وأنظمة الإخلال بها يؤدي في كثير من الأحيان لآثار سالبة على المجتمع بل وعلى المبدع نفسه، لأنه سيعتقد لمجرد نجاح لحظي أنه على الطريق الصحيح
#حقق الفيلم السوداني “وداعاً جوليا” نجاحاً كبيراً وحصد جوائز قيمة وتكريمات مختلفة.. آخرها تكريم من مهرجان جمعية الفيلم السنوي بمصر باعتباره أفضل الأفلام العربية للعام ٢٠٢٣ بدور العرض المصرية …في رأيك.. أسباب النجاح ؟
التحضير السليم لأكثر من خمس سنوات ،الوعي الكبير للمُخرج وفريق الإنتاج لمتطلبات الصناعة
والفكرة التي بُني عليها العمل ،كانت عوامل أساسية في نجاح العمل
# بالرغم من النجاح الذي حققه الفيلم ..هُناك بعض الإنتقادات بأنه إحتوي علي مشاهد جريئة مثلاً (مشهد جمعك وزوجتك داخل غرفة النوم) و مشهد (حفرة الدخان) ؟
مُحاكمة السينما بآليات التلفزيون ظالمة ،السينما يتجه المُتلقي بوعي تام لمُشاهدة عمل غالباً يخاطب الفكر أولاً ،
المشاهد الجريئة في (وداعاً جوليا) هي موجودة كجزء يستحيل بتره ، لأنها مُرتبطة بحقيقة حياتنا السودانية وعلاقتها بموضوعات الفيلم لأنه تعمد مناقشة المسكوت عنه كحقوق الزوجة.
*# مدي إستفادتكم من ظروف الحرب والنزوح والتهجير في إنتاج دراما حقيقية ومؤثرة* ؟
للأسف الشديد أن الفيلم تم عرضه عقب الحرب لعله إذا عُرض قبلها هو وأعمال تُساهم في رفع الوعي وتقّبل الآخر والنظر لأثر في القرارات السياسية الخاطئة على البشر ولربما كانت نقطة تحول في نظرتنا لتعايشنا ، السودان في حاجة ماسة لفن يسبر أغوار الانسان ويناقش حقيقتنا ويعكس أسوأ وأجمل مافينا
١٠/ تغيب عن المُسلسلات السودانية صناعة الخطوط الدرامية.. مثل الحبكة الدرامية والتمهيد للقصة وأحداثها والمُعالجات …الخ؟
أي صناعة لاتتوفر لها المُدخلات السليمة المُطابقة للمواصفات العلمية والتسويقية معاً ،
سيكون بها خلل كبير في مُخرجاتها
# هل التعري والإيحاءات الجنسية التي شاهدناها في عدد من الأعمال الدرامية.. تُصنف في إطار الرومانسية أم للمنافسة الخارجية…أم لأجل ركوب موجة (الترند) ؟
يصعب الإجابة عن جميع الأعمال دُفعة واحدة
المسألة مرتبطة بالوسيلة والضرورة ، لا أقف مع المشاهد الجنسية الفجة بلا مبرر حقيقي الدراما تعرض صراعاً بين الخير والشر ، وهذا الصراع يتضمن أشكالا مُختلفة من الحوجات الإنسانية والدوافع ، وكل فعل يجب أن يكون مبرراً ومنطقياً ،
لماذا تشاهد منظراً لعملية قتل بشع ولايستفزك إلا مشهد يوحي بالجنس مثلاً ، الأمر مُعقد ويصعب الحكم بِشمولية.
# هل تحتاج أدوار البطولة قدرات كبيرة في تقديم الأدوار المُركبة ..ومدي أهمية إستخدام أدواته لإظهار الإنفعالات من حالة فرح وغضب وحزن ولغة الجسد ..العمل الدرامي يتنقل بين تلك الحالات؟
بالتأكيد القراءة الجيدة للنص وإبعاد الشخصية والتشرب بتفاصيل التفاصيل ومعايشة الدور داخل سياق النص مع التدريب المستمر
والأهم هو التوجيه المناسب من مخرج العمل ، هي الخلطة السحرية للعمل
*# هل هناك ترتيب أو تجهيز لتقديم أعمال جديدة*؟
نعم هناك عمل مسرحي تأليف مجدي النور وإخراج زهير عبد الكريم ، وعمل رسوم متحركة فكرة ليزا شاكر من تأليف شاذلي الفنوب وإخراج معتصم الجعيلي ، وفيلم سينمائي مع نجم مصري أقوم فيه بدور صغير.