تقاريرسلايدر

بعد أن حلقت (طيور الظلام).. فوق سمائه السودان الي إين.

بقلم … عبد العزيز النقر

تفجرت ثورة ديسمبر في السودان فى العام ٢٠١٩ حيث استطاعت أن تزيح نظاما شموليا امتد ثلاثين عاما استطاع فيها أن يتغلغل في مفاصل الدولة وكون ما يعرف بالدولة العميقة

بعد نجاح الثورة في أبريل ٢٠١٩ اتفق العسكريون والمدنيون على وثيقة دستورية تؤسس لحكم مدني يتقاسم فيها الطرفان الحكم ثم بدأت عملية بناء السلام في السودان توجت باتفاقية جوبا لسلام السودان في اكتوبر ٢٠٢٠

لم تستمر الشراكة بين المدنيين والعسكريين بالصورة المطلوبة وذلك لعدم الثقة بين الطرفين وذلك بسبب فض الاعتصام بمقر قيادة الجيش السوداني في ٣٠ يونيو ٢٠١٩ مما تسبب في إنتاج الوثيقة الدستورية كأتفاق سياسي بين الطرفين ، وفى ٢٥ أكتوبر من العام ٢٠٢١ انقلب العسكريون على المدنيون وتم تمزيق الوثيقة الدستورية وإدخال جميع الفاعلين فى المكون المدني السجون، بعد ذلك انتظمت المظاهرات السلمية في العاصمة الخرطوم والولايات وسقط في تلك المظاهرات حوالى ١٥٠ شخصا بمختلف الأعمار.

شكلت الآلية الثلاثية  التى تضم بعثة يونتامس في السودان والاتحاد الأفريقي ومنظمة الايغاد انتهى الأمر بعد مفاوضات شاقة إلى ورشة قامت بها نقابة المحاميين افضت إلى ما يعرف بالاتفاق الاطاري في ذلك الوضع تشكلت الآلية الرباعية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والسعودية والامارات كانت الداعم الرئيس للاتفاق الاطاري الذى وقعت عليه القوى المدنية والعسكرية مرة اخري فى ٥ ديسمبر ٢٠٢٢ تمهيدا للاتفاق النهائي فى الاول من يناير ٢٠٢٣ كان الاتفاق ينص على قيام حكومة مدنية يتولى رئاسة مجلس السيادة شخصية مدنية وأن يبتعد العسكر عن الحكم ويتم تكوين المجلس الأعلى للأمن والدفاع يضم الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية السلام.

خلص الاتفاق النهائي فى مسودته إلى ورش تقام فى عدة محاور انتظمت بقاعة الصداقة نهاية يناير وحتى مارس ناقشت العدالة الانتقالية وكذلك إزالة التمكين لنظام الإنقاذ السابق وهيكلة الأجهزة الأمنية، كانت ورشة الإصلاح الأمني علامة فارقة في تاريخ الوضع الراهن في السودان حيث تمسك الدعم السريع بأن يدمج فى فترة زمنية أطول بينما تمسك الجيش بدمجه فى حدود عامان، الأمر الذي حدى بالسيد فولكر بتيرس رئيس بعثة يونتامس فى السودان أن يصرح بأن الدعم السريع يحتاج الي ٥ أعوام  نقطة الخلاف هذه أدت إلى اندلاع الحرب في الخرطوم في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ حيث تمسك الدعم السريع بتنفيذ الاتفاق النهائي المفضي إلى حكومة مدنية وتحول ديمقراطي بينما تمسك الجيش بالاتفاق حول جداول الدمج في مدة أقصاها عامان قبل التوقيع على الاتفاق النهائي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى