خدعوك فقالوا أن الضربات التي لا تقتلك تجعلك أقوى، دعوني أحدثكم عن الناجين من الضربات القاتلة، الناجون من الضربات القاتلة يمكنهم أن يحدثوكم عن هذا الخوف الذي يلازمهم بقية حياتهم، الخوف من اﻷيام، الخوف من ضربة جديدة، يمكنهم أن يحدثوكم عن كيف فقدوا الشعور باﻷمان والثقة في اﻵخرين، وربما الثقة في أنفسهم.
الناجون من الضربات القاتلة يصابون بنوع من تبلد المشاعر، يصبحون لا مبالين، لا شيء يحزنهم، لا شيء يسعدهم، أصبحوا يعرفون جيدا حقيقة أن لا شيء يدوم، الناجون من الضربات القاتلة يعيشون وحيدين، مهما كان الزحام حولهم هم يعلمون جيدا أن الجميع سيهرب من حولهم حال تلقيهم ضربة جديدة.
الضربات القاتلة يا صديقي تعلم اﻷنانية والقسوة.
الضربات القاتلة تجعلك قويا، لا يعرف أحد شيئا عن اﻷنقاض التي يحملها بداخله هذه مقولة الأديب (أحمد خالد توفيق)
وعلى ضوء ذلك تتمدد ضرباتنا وصدماتنا الموجعة على حال اوطاننا على ويلات شعوبنا على حال الصور والناس التي
باتت التضحية عنوانها في كل شي تضحي وتدفع من عمرها ليالي وسنوات من العذاب والموت والشقاء ظلت تدور حولهم ساقية التعب والهلاك لم يتحقق له عشم بالرغم من محاولاته المستميته في العبور والنجاة
وبالرغم ذلك ظلوا صامدين في وجة كل هذا الوجع والخذلان، اليم والغشيم وكما عبر شاعرنا الكبير الدوش وهي يحكي ﻭﺟﻌﺔ ﺍﻟﺘﺮﺩﻱ التي ﺗﺒﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﺠﺎﻫﺮ ﺑﻬﺎ ﻭﻳﺨﺮﺝ ﺻﺎﺭﺧﺎً (ﻳﺎ ﻳُﻤَّﻪ ﻭﺍﺍﺍﺍﺍﺡ..ﻳﺎ ﺣِﻠَّﻪْ ﻭﺍﺍﺍﺍﺡ) ﻭﺟﻌﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ التي ﺗﺘﺤﻮﻝ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﻨﺒﺮﺓ ﺍﺣﺘﺠﺎﺝ ﻭﺗﺴﺎﺅﻻﺕ في جل كتاباته واحساسه ﻣﺜﻼً ﻳﻘﻮﻝ
ﻳﺎﻭﻃﻦ! ﻳﺎ ﺑﻴﺘﻨﺎ
ﻟﻴﻪ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﺴﺎﺱ
ﻗَﺪُﺭ ﻣﺎ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻴﻚ
ﺃﻓﻜﺎﺭ…
ﻳﺰﻳﺪﻭﺍ ﺍﻟﺤَﺒْﺲ ﻭﺍﻟﺤُﺮّﺍﺱ
ﻗَﺪُﺭ ﻣﺎ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻴﻚْ ﺍﻟﺨﻴﻞ
ﺗَﺪُﻭﺱ ﺍﻟﻬﻴﺒَﻪْ
ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﺱ
لك الله (ياوطني) و(ياوجعي عليك)،.