اعمدة راَي

إمراءة من طراز خاص

نورهان نجيب

إمراءة من طراز خاص

نورهان نجيب

 

(ٱرضي بداخلي)

ٱحمل إسم موطني (بفخر) يوازي إتساعه

 

*ترغمنا الحياة ان نعيش محطات لم تكن يوما هي وجهتنا..

لم نقتص لها تذاكر سفر

لم نرتاد قطاراتها ولا حزمنا لأجلها حقائب السفر…

تدهشنا هذه الحياة بما تُخبئه لنا..

تحيرنا في تقلب مزاجها السريع ..

و ترغمنا على دوائر تحيد دون رغباتنا…

وكما هي العلاقة بين الساسة و الوطن

علاقه غير مفهومة

تشوبها رمادية الاشياء

الحروب لا تخاض فقط في ارض المعركة

بل تخاض في قلوبنا و ارواحنا و تهلك اجسادنا…

و نرتاد الرحيل مرغمين..

الرحيل عن من نحب

*الرحيل من الذكريات بشقيها المبهج و المحزن…

الرحيل عن الاماكن..

عن المنازل…

عن الاشخاص…

عن كل ما يسر القلب رغم بساطته…

الوطن لم يكن يوما ارض نشب عليها فقط

ولا مكان نحمل جنسيته في بطاقتنا الشخصيه …

ولا حتى قدر….

الوطن هو الام التي لم تُفرض عليها الامومة

والاب الذي يعاقب ابناءه عقاب محب و خوف

اخ يُستند عليه دون تعب..

صديق نلجأ اليه في احلك الظروف …

حبيب يحتضن جراح و اوجاع شعب كامل…

ملاييين الناس و بالمقابل ملااايين الهموم….

ليس من المنصف ان نعاند العلامات الحيوية و طبيعه الجسم البايلوجيه التي تجبرنا على النسيان

حتى نحتفظ ما تبقى لنا من ذكريات فيه..

و ليس من العدل ان يُحكم على شعب كامل بالتهجير عنوة حتى يتفرد شخص واحد بتراب تلك الارض…

و ليس من الحق ان تُسلب حياة كامله و نجبر غير مخيرين ان نبحث عن حياة اخرى لا نحبها .

*فالدنيا سويعات

ب اي حق نعيشها بعيدا عن من نُحب؟!

بلاغه اللغه العربية ايضا ليست منصفه

كما الحياة تماما

كيف للمرء ان يجد كلمات في قاموسها تعبر عن الشعور ؟!

و برغم عناد الحياة و ظلمها الجائر …احيانا

اخترت ان اكون انا اشد عنادا

ولعمري لن تهزمني

حقها ان تختار لي عمرا محدودا اعيشه في كنفها

و حقي ان اعيش عمري كيفما اشاء

و اذا كانت قد سلبت ارضي مني..

فستعيش ارضي بداخلي ما حييت..

و سأتنقل على جنبات هذه الارض بما رحبت من قارات و دول

احمل اسم موطني بفخر يوازي اتساعها

سيعلم العالم ان من هناك

من تلك الارض ذاتها

من ذلك الوطن المجروح

جاءت (فتاه )لتضمد جراح العالم اجمع

ف فاقد الشيء يعطيه بغزاره

و ها انا المجروح

سأكون ضماد لكل خدش او جرح غائر….

ارضي و ارض موطني علمتني ان لا استسلم

تعلمت من (موطني) القوة والعزة والشموخ

رغم النزيف…..

هو عهدا قطعته بيني وبينه سرا

لكني سأعمل به جهرا

انا و هو سنعود اقوى و احب و لن يهزمنا الفراق….

سأعود الى حضنه يوما ما اشكي له وجع الايام دونه و سوادها ….

و سأدفن هناك

في نفس تلك الارض التي شهدت ولادتي

و الى حينها

سلام على موطني حتى يطيب جرحه واطيب انا منه

صدر تحت توقيعي في ساعته و حينه….

انا اليتيمه دونه ما حييت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى