اعمدة راَي

انتهى زمن الأسرار

صلصالي-محمد سليمان

القارئ لخارطة المستقبل عالمياً سيجد ما بين السطور الكثير مما يجعله يتحسس ما يملك في حاضرهِ من معارف تنكولوجية والكترونية تمكّنهُ من التواصل المفتوح عبر لغة (الزيرو- ون(

فالحياة تتسرب من بين أيدينا وتخرج فينا شمس كل صباح بإشراق جديد في العوالم الرقمية، فما بين احتياجاتنا الشخصية والأسرية اليومية ومتطلباتنا المهنية والاجتماعية لا ننفك من إستخدام التكنولوجيا في شتى مجالاتها، كما أن الشاهد على حركة الحياة اليومية في العالم (الأول) والمتقدم، يقر بما قد لا يصدقه هو نفسه في هذا المجال،

هنالك من يعيش حياته جلها في هذا العالم (الافتراضي) تجده يأكل ويشرب ويلبس ويتسوق عبر هذه اللغة (الزيرو – ون) بل بعضهم يؤسس عائلته عبرها،

وكذلك من يدير أعماله ومشاريعه استثماراته من خلالها، والأدهى والأقر، اتجهت الحكومات إلى استغلال هذه اللغة في إدارة شؤون بلادها وبمحتواها،

تمكنت هذه اللغة من التسرب إلى أعماق تفاصيل الحياة اليومية وفي كل المجتمعات، وكأنها تعمل على توحيد البشرية في إطارها الموجه والمبتكر،

هذا واقع أصبح لا مناص من التعامل معه، مع ذلك يجب أن نعمل على سيطرتنا عليه، لا سيطرته علينا، فالشغل الشاغل للكبار والصغار من بني الإنسان أصبح هو، ولا أبالغ إذا قلت لبعض الأليف من بني الحيوان في منازلنا، فنجد القطط كثيراً وفي بعض المنازل ما تمارس حياتنا باعتبارها من أفراد العائلة، بل ويخصص لها نصيبها من هذا العالم،

نعم استفدنا ونستفيد من استغلالها كثيراً، ولكن خسرنا ونخسر في استغلالها كثيراً، فلا الوقت أصبح كسابق عهده في امهالنا لقضاء أيامنا، ولا العقل أضحى كما كان عليه في إحكام الأمور،

من منا لا يهتم بغذاء هاتفه المحمول من الطاقة إهتمام نفسه بالطعام (أو أكثر قليلاً) فننسى أن نشرب الماء ولا ننسى أن نشحن الجوال، وقسوا على ذلك

بعيداً عن المعروف في هذا التفاكر، دعونا ننتبه إلى الفائدة العامة ونحن نغوص في أعماق هذا العالم، والذي أمنّاهُ زمام أمورنا ومفاصل حياتنا، حتى رغباتنا أصبحت متاحة له على مشراعيها،

انتهى زمن الأسرار والمعلومات الخاصة، فكلها الآن مقروءة وإن لم تكن لنا، فلغيرنا، دعونا نعمل على تطوير ذاتنا، ليس بالانسياق وراء التفاعل بهذه اللغة، تحدينا الأكبر هو أن تنتج البشرية فتحاً جديداً بإصدار ما يوازي ويفوق هذه اللغة خدمة للمجتمعات والإنسانية، حتى نرسخ للتوازن الاجتماعي العالمي،

ويبقى ذات السؤال الوجودي، من ذا الذي..!؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى