ظهرت أمام كاميرات التلفاز أثناء إنتظار دورها في صف “البليلة” وعيناها مليئة بالدموع والعبرة كادت أن تسد حلقها، وهي تقول (أنا صيدلانية فقدت كل حاجة بسبب الحرب، غادرنا امدرمان للولايات وعدنا مرة أخري بسبب الضيق ولكن ظل الجوع يُهددنا ، بعد أن أصبحت بيوتنا فارغة من الطعام، أصبحنا نقف في صف طويل لأخذ صحن من البليلة..) ثم توقفت عن الحديث وإمتلأت عيونها بالدموع مرة أخري لتكون خير دليل علي شعورها بالذلة والإهانة التي وصلت لها والغالبية العظمي من أبناء الشعب السوداني بسبب الحرب .
كشفت الحرب اللعينة الدائرة الآن في السودان حال كثير من الأسر الغنية والمتعففة، بعد أن فقدوا ممتلكاتهم ومصادر دخلهم ليصبحوا مشردين ونازحين مابين مرضي وجوعي يبحثون عن جرعة دواء تخفف من أوجاعهم ولقمة عيش تسد رقم جوعهم ، حالهم يغني عن سؤالهم بعد أن (مرمغت) الحرب بكرامتهم الأرض وجعلتهم في مرمي نيران الفقر والحزن والحوجة .
ظل إلانسان السوداني صامداً قبل الحرب وهو يواجه كثير من المشكلات والضغوط المعيشية والفساد الذي ألقي بظلاله علي الغالبية ، ورغم كل ذلك كان يكافح ويضغط علي أنفاسه حتي لا تُهدر كرامته أو ينكشف حاله المستور للآخرين ، حتي جاءت الحرب اللعينة وكشفت المستور ليس أمام الأهل والمعارف فقط ، بل أمام العالم أجمع عبر شاشات التلفاز والميديا بأن هناك شعب يموت من الجوع لِقلة الطعام ، وبالمرض لعدم وجود الدواء وبالعطش في طريق النزوح في صحراء قاحلة لاتعرف الرحمة ،ليتبدل ويتبهدل حالهم بسبب تعنت من يسيطرون علي زمام الأمور في الدولة ومن يساعدون في إيقاد نار الحرب التي حرقت الوطن والمواطن وعرته أمام الجميع بلا رأفة ، مع جهود ومساعي الآخرين لتحقيق السلام علي أرض الواقع.
*بدون قيد*
*حزني يمنحني القوة ولاعزاء للأوجاع*