اعمدة راَي

فرض وصايا

دربات فرح - مودة عرندس

نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزماننا عيب سوانا (الإمام الشافعي)

مزعج بإفراط كون أن الجميع يدعي المثالية و كأننا نتحدى الطبيعة في كون أننا خلقنا بشرا فينا من الفجور ما يساوي أو يتجاوز أحياناً صلاحنا. فمن اين لنا بفكرة الحكم على أنفسنا أو على أحبائنا أو من هم حولنا بضعفنا و ابتلاءاتنا و جهلنا أو حتى معجزاتنا و نبوءاتنا. من أين لإنسان ترعبه حشرة سامة أن يألف الحياة لدرجة تقييم الآخرين أو حيواتهم سلباً أو ايجابا، حسنا!

من أين لنا أن آباءنا واجبهم تجسيد الملائكية! استيقظ يا عزيزي فالكون لم يعد يحتمل أكثر تقديس البشر بعلومهم، أعراقهم أو حتى ديانتهم لا قدسية لأحد و لا يوجد كمال أو حتى قدرة لتسيير أحداث يومك فضلاً عن حياتك.

أنت فقط كائن أوجده الله ليمارس الحياة بكافة أقدارها و يعبد الله ما استطاع إلى ذلك سبيلاً هذا إن هداه ربه لصراطه المستقيم و هناك ثمة تقدير رباني لانملك فيه من شيء.

إذا أحبتي يكفينا من العمر نفاقا فلا أنت ملاك ولا أنا سأكون يوماً …نحن جميعا لا يسعنا سوى التوكل و الدعاء و الصبر . امتنع الآن عن فرض وصاياك على من حولك و أعلن مسؤوليتك الكاملة عن أحداث حياتك بعيداً عن أسرتك، مجتمعك، وطنك و أحداث الماضي لأنك لن تستطيع صبراً إذا قرر الجميع محاكمتك وفقاً لها. أنت و أنا و الجميع محاصرون بالعار و الخذلان و المعاناة و التعب لا يوجد أحد هنا محاط بهالة من نور. إذن ضع عنك أسلحتك و استلقي فأنت تحتاج إلى ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى