سلايدرلقاءات

الكاتبة غادة بشير : أنا  سودانية الهوية لبنانية الهوى.

أعشق  السلم الخماسي وأجد نفسي في   أغنيات  سيد خليفة ومحمد وردي وأخرون

أبي غرس حب السودان  ورحيلة أصابني بالأكتئاب والوجع

الشعب السوداني يحتاج للطاقة الإيجابية وبالأخص في  هذه المرحلة الحرجة.

 

قمنا بتنظيم ندوات وأمسيات وتوقيع كتب وروايات لكتاب سودانيين وعرب وافارقة امثال الطيب صالح والفيتوري واجتهدت في التعريف بتراثنا السوداني.

 

غادة بشير كاتبة وخبرة نفسية سودانية لبنانية ساهمت بشكل موسع في التعريف بحضارتنا وارثا السوداني للعديد من الجاليات وبشكل اكبر للشعب اللبناني عرفت عن ارثا في العديد من  المحافل بالبنان إضافة إلى  تنظيمهم   لندوات وأمسيات وتوقيع كتب وروايات لكتاب سودانيين وعرب وافارقة امثال الطيب صالح والفيتوري.

 

غير ذلك لها العديد من المؤلفات والكتابات المحفزة للفكر والمعرفة والطاقة الإيجابية فمعا الي المحاور حتى نتعرف عليها أكثر.

حوار.. علي ابوعركي.

 

 

احكي عن تجربتك من ارض السمر إلى بيروت

مااود ان أشير اليه  من أصل حكايتي أنني  غادة بشير سودانية الهوية لبنانية الهوى من اب سوداني هو الذي علمني الكثير عن السودان أو عن ارض السمر كما تلقبونها..

لم اعش في السودان حتى أنني لم ازرها الا مرة ولكن ابي رحمة الله عليه هو الذي علمني الكثير عنها واطلعني عليها من اول الرطانة لغة الشمال المحكية.

عشقت  السلم الخماسي وجددت نفسي في   أغنيات  سيد خليفة ومحمد وردي وأحمد المصطفى والكابلي والكثيرون  كان والدي   يضعها لنا دوما  في السيارة وهو يقلنا إلى المدرسة إلى أن اصبحنا نستصيغها ونحب سماعها  مع الاغاني العربية الأخرى .

 

هذا فضلا على أنه كان لديه ولع بالفن والثقافة السودانية فهو يمتلك  موسوعة من الشرائط والكاسيتات السودانية والافلام السودانية التي كنا نشاهدها معه  ومن الافلام التي علقت بذاكرتي وكنت احبها واطلبه منه لأن أحضرها مرارا وتكرارا فيلم رحلة العيون.

 

كان أبي وطنا مصغر بالنسبة لنا بالرغم من أنه خرج من السودان وكان عمره تسع سنوات ولكن المخزون الثقافي لبلده السودان كان كثير و وفير ومن خلاله  اطلعنا على السودان وثقافته وكل ما يحتويه من اختلاف للمجتمع الذي نعيش فيه  فضلا على اندماجنا  بالجالية السودانية  بلبنان من خلال النادي السوداني الذي كان له الفضل إلى جانب أشخاص آخرين لتأسيس نادي نمارس فيه عاداتنا وتقاليدنا ومناسباتنا المختلفة وهو أول نادي اجنبي يؤسس في لبنان ويرخص له من ١٩٦٧م .

 

 

 

ناخذ محور مغاير وانت صاحبة دراسات في علم النفس وكتابات متعلقة بذلك كيف يمكن نساهم في صناعة طاقة إيجابية  لبدايات  جديدة؟

هذا السؤال جميل  نحن نحتاج إلى هذه الطاقة الإيجابية وخاصة في هذه المرحلة الحرجة أو المرحلة التي أصبح الجميع في حالة تأهب وكراهية ومعادة لبعضه البعض بسبب الحروب الحاصلة في السودان حاليا وبسرب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة   لذلك ظهور مصطلح الطاقة الايجابية في  مجتمعاتنا العربية بات كثيرا أصبح  صناعة الطاقة الإيجابية امر مهم وضروري .

 

ومن وجهة نظري المتواضعة  اعتقد اننا  نحتاج من الجميع التحلي بالصبر وعدم إلقاء اللوم على الآخرين والتحدث عن المستقبل دون الخوض في الماضي  وان المستقبل ينتظر منا التكاتف والتكافل والبعد عن الناس التي تجلب لنا الطاقة السلبية والتقرب أكثر إلى الناس التي تجلب لنا الطاقة الإيجابية والخوض معها في نقاشات مطولة والبوح لها بكل ما يعكر صفو مزاجها وتستمد منها القوة والنصيحة.

 

باي طريقة نستبدل مشاعر الحزن والاكتئاب الى مشاعر بناء وتجديد؟

عن تجربة  أنا دخلت في حالة اكتئاب وحزن على والدي رحمة الله عليه عندما توفى 2018 ولم أستطع أن أخرج من هذا الاكتئاب والحزن  الا أنني بالكتابة بدأت اترجم مشاعري واحاسيسي  من خلال الكتابة كتابة الخواطر والشعر  وشعرت براحة شديدة وأصبحت الكتابة هي ملاذي وأعتقد أن  الكثير يمكنه الخروج عن هذه الحالة  بفعل مايحلو له.

 

كتاباتك متدفقة وبها دفئ اجتماعي  احكي عنها؟

 

نظرتي لنفسي أنني من  الأشخاص الأكثر بشاشة  يظهر ذلك  في  ملامحي فأنا متصالحة مع نفسي بشكل كبير.

 

حالة  التصالح التي اعيشها  جعلت الكثير اكثر قربا مني عبر الواقع او المنصات  لذا بت اترجم هذه المشاعر  إلى كلمات فضلا عن حالة استقراري الخاص المتمثل  بوجود أبناء  هم  أصبحوا  كل حياتي وانا كل حياتهم .

 

بعض من ملامح أخرى لا يعرفها كثيرون عنك؟

ملامحي تدل علي سودانيتي بالرغم من أنني من  مواليد لبنان هذه السمة جعلتني سمراء على ارض الثلج، هذا السمار  في مجتمع كله يتغطى باللون الأبيض ميزني وكون  شخصيتي  الاجتماعية بامتياز بت  اتخطى كل النظرات (بضحكة) أرسمها على وجهي تؤنس من حولي وتشد نظره ويتودد بكل لطف الي.

 

درست علم نفس واحب الاصغاء وسماع مشاكل  الآخرين بكل حب ومساعدتهم دون الحاجة إلى توجيه أو نصيحة غير مرغوب فيها ودون تكلف أو مضايقتهم.

مع العلم انني دخلت هذا الاختصاص بمحض الصدفة لأنني كنت احب مادة الفلسفة معلمي هو ماشدني إليها   في المدرسة وجعلني احبها دخلت علم النفس بالجامعة  لانه  لا يوجد فيها اختصاص الفلسفة لوحدها بل كانت دامجة معها علم النفس وعلم الاجتماع ..

 

 

طاقاتي الطاقة الإيجابية استمدها من اختي سمر التي نتعامل كاصدقاء وليس كاخوة وتستمع لي وتناقشني وهي مولعة بسماع فيديوهات عن الروحانيات وتوام الشعلة والطاقة الإيجابية ومطلعة أكثر مني حتى عندما جاءت بنت صديقة لنا أصدرت كتاب عن الطاقة الإيجابية ولكن باللغة الانكليزية شجعتها اختي أن تقوم بتوقيع للكتاب وان تتبناه اختي شخصيا وتعمل على الترويج له ..

 

 

اي حالة يمكن أن تسببها الأوضاع التي يعيشها الإنسان السوداني

 

يمكن أن يلجأ إلى الهرب إلى أماكن آمنة في نفس البلد الذي يعيش فيها وبذلك يفقد مكان سكنه ويتعرض للنهب والسلب هذا فضلا على عدم الأمان الذي يلازمه وطمع التجار  التي تستغل حاجة الناس بدل ما تقف معهم لرفع الأسعار وزيادة أموالها على حساب الناس المحتاجين دون رحمة أو شفقة  .

 

كما أن هناك أناس يغادرون أوطانهم ولا يعودون إليها مرة أخرى هربا من الحرب والدمار وخوفا على أسرهم ولكن بالمقابل يكون قلوبهم مع اهاليهم الذين لم يستطيعوا الخروج وتظل العيون عليهم يطمئنون على حالهم عبر الاتصالات أو عبر نشرات الأخبار ..

ومنهم من يفقد ابن أو أخ في هذه الحرب اللعينة ولا يستطيع وداعه الوداع الاخير لبعد المسافة والغربة وبعضهم يتأثر  بما يحدث هناك فقلبه لا يتحمل ويسقط في نوبة قلبية أو ذبحة قلبية تفقده الحياة ..

وانا من خلال تجربتي عن الحرب الأهلية في لبنان من اول ما ابتدأت هذه الحرب علمت أنها ليس لها سقف ويجب على الشعب السوداني أن يتأقلم وان يغير من طريقة حياته المتبعة ..نحن في لبنان كان كل شيء مهدم ويقومون في اليوم الثاني   باصلاحه ولا يابهون للحرب الدائرة يسهرون ويصور ون برامج ويتعاملون مع الوضع وكأنه طبيعي ولا يوجد حرب

 

ملامح من مسيرتك

 

انا غادة بشير لي اصدارات علمية منها كتاب متعلق بحقوق الإنسان وهو كتاب كان بالاصل رسالة الماجستير التي حصلت عليها من جامعة الجنان بطرابلس وهذه الجامعة كانت بالاصل في السودان واسمها جامعة أم درمان الإسلامية إلى أن استقلت عنها وأصبحت جامعة قائمة بذاتها في لبنان.

 

وحولته إلى كتاب وعنوانه الاتفاقيات الخاصة بحقوق اللاجئين وآليات حمايتهم السودان نموذجا الى جانب دراسة أخرى عن ختان الاناث وهي بمثابة ثلاثين صفحة أيضا وتعتبر مذكرة بحث لحصولي على دبلوم الديمو غرافيا من الجامعة اللبنانية .

 

هذا فضلا عن مبادرة قمنا بها انا واختي سمر بعدما تدرينا في جمعية غير حكومية تعنى بقضايا المرأة وعندما أنهينا فترة التطوع أو التدريب اتجهنا إلى تطبيق ما تعلمناه من الجمعية بإنشاء ملتقى خاص بقضايا النساء العربيات والافريقيات واسميناه الملتقى النسائي العربي الافريقي..

واتجاهنا تمحور على اطلاع المجتمع اللبناني على كل ما يتعلق بالسودان وأصبحت هدفنا الأوسع من نشر  لثقافة وعادات وتقاليد وطقوس لا يعرف المجتمع اللبناني عنها شيئا ..

في البدا كنا نقوم بتنظيم ندوات وأمسيات وتوقيع كتب وروايات لكتاب سودانيين وعرب وافارقة امثال الطيب صالح والفيتوري وامير تاج السر  وهم من المشاهير ولم ننقص من حقنا في قيامنا بتنظيم أمسية وتوقيع كتاب عندما أصدرت كتابي المعنون بالاتفاقيات الخاصة بحقوق اللاجئين وآليات حمايتهم السودان نموذجا ..

وبعد ذلك اتجهنا إلى التراث و تخصصنا بالتراث السوداني وبخاصة طقوس الجرتق من ملبس وازياء واغاني وشرح مفصل لكي يتعرف الجمهور اللبناني والعربي أكثر على تراثنا العريق واصبحنا تخصص أكثر بالتراث والثقافة من ماكل ومشرب وما شابه ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى