في حوار مختلف القضايا
دكتورة إيناس أزهري خليل ل(khartoum daily)
*يقال درهم وقايه خير من قنطار علاج- هذه المقوله تفسر البعد الاقتصادي والاجتماعي للصحه العامه مقابل الطب الإكلينيكيّ..
*واجهتني كطبيبة مهاجرة للولايات المتحدة كثير من العقبات منها عدم الدعم النفسي والاجتماعي والمادي.
*بعد معاناتي الشخصية ومعايشتي لظروف غيري من الأطباء الجدد أسست ( شركه) تهدف الي تقديم خدمات للاطباء وأصحاب المهن الصحيه من المهاجرين تجنبهم المشقة.
*من اهداف الشركه مساعده المهاجرين من الاطباء والمهن الصحيه بتوفير الاستشارات والخدمات المهنيه عبر كوكبه من المختصين والخبراء.
*اكبر معوقتنا محدوديه دخل العملاء والحل في خلق شراكات ذكيه مع منظمات او مؤسسات.
* لا يمكن ان تتصور ( التعب) الجسدي والنفسي وشعور الضياع الذي يمر به الاطباء المهاجرين في البدايات.
*مازال المجتمع السوداني ينمط سيدات الأعمال (عن قصد او غير قصد) في شكل أعمال كالتجميل والأزياء والمطبخ وللإعلام دور في ذلك ٠
*دكتورة ايناس ازهري خليل (عالم بيولوجي)لها إسهامتها في المقدرة في مجال الصحة والعمل العام أهلها هذا المجهود لنيل العديد من العضويات أبرزها عضوية جمعيه الامم المتحده في مقاطعه فلوريدا، عضو المجلس الاستشاري لمنظمه انترناشيونال هيلث انيشيتفس، عضو مؤسس تجمع الاطباء السودانيين في امريكا وغيرها.
تعد د.إيناس من رموز الطب والعمل الإنساني فهي صاحبة مبادرات وبحوث واعمال كبيرة ومقدرة في مجالات العمل الإنساني والتوعوي وغيرها من الجوانب فضلا عن انها خبيرة
بالإدرات الطبيه، مكافحه الاوبئة والامراض، والبحوث من ما مكنها لنيل العديد من الجوائز والتكريمات.
عانت كطبيبة مهاجرة في بدايات قدومها للولايات المتحدة الولايات من عقبات ومشقات وحتى تجنب الكوادر الصحية القادمة ما مر بها من مشاق أسست شركة أطلقت عليها الدكتورة شركه كارير كي سولوشنس، والتي تقدم خدمات استشاريه وتوظيف للأطباء وأصحاب المهن الصحيه المهاجرين للولايات المتحده الامريكيه اجرينا معها حوار تناولنا فيه العديد من المحاور المختلفة تتابعونها عبر هذه المساحة الحوارية.
حوار.. علي ابوعركي
*حدثينا عن الدواعي التي تقف وراء فكرة الإنتقال من الطب كمهنة الي مجال ودراسة الصحة العامة؟
لا اعتقد ان هنالك فرق كبير بين المجالين كما يعتقد البعض. الصحه العامه احد المواد التي تدرس في كليه الطب بمسمي طب المجتمع. بدأ شغفي بالصحه العامه في السنه الخامسه من الكليه حيث كنت اجد متعه كبيره في دراسه ماده طب المجتمع عكس الكثير من الزملاء والزميلات الذي كانوا يتحدثون عن انها ماده نظريه. كان من متطلبات الماده عمل بحث. اتذكر حماسي للبحث واخترنا ومجموعتي ان يكون مشروعنا البحثي عن خطه لتقديم الخدمات الصحيه في معسكر لاجئين في ولايه كسلا إبان الحرب الاثيوبيه الإريترية. وقد احرزت مجموعتنا الدرجه الكامله في ذلك البحث. اعتقد ان شغفي بالصحه العامه مرتبط بنظره مجتمعيه للتخطيط للصحه توازي توفير الخدمات الصحيه علي مستوي الفرد. يقال درهم وقايه خير من قنطار علاج- هذه المقوله تفسر البعد الاقتصادي والاجتماعي للصحه العامه مقابل الطب الإكلينيكيّ. ولكن في المقابل مجال الصحه العامه يحتاج لمتطلبات شخصيه او يمكن تسميتها مواهب او هوايات تتعلق بالتخطيط الذي يتعدي مستوي الفرد لمستوي المجموعات والصبر وعدم استعجال النتائج كما الحال في الطب الإكلينيكيّ حيث النتائج في اغلب الأحيان سريعه- اقصد مريض كتبت ليه دواء بقي كويس مثلا.
*من اتجاة اخر ماذا أنتي قائلة عن العقبات التي واجهتك كطبيبة مهاجرة في مقتبل قدومك للولايات المتحدة الأمريكية؟
وصلت الي الولايات المتحده الامريكيه بعد تخرجي من الجامعه في بدايات الالفينات. في ذلك الوقت ونسبه لمحدوديه وسائل التواصل رغم وجود الإنترنت، كان الحصول علي المعلومات بخصوص امتحانات المعادله للتسجيل لمزاوله المهنه والكورسات والحصول علي الكتب صعبب. لم تكن هذه المصادر متوفره بصوره كبيره بالاضافه الي التكلفه الماديه وبعد المسافات للوصول للمعاهد التي توفر الكورسات التحضيريه. ايضا واجهتني صعوبات معرفه فرص وكيفيه التقديم للدراسه الاكاديميه بما فيها التقديم علي برنامج ماجستير الصحه العامه. ايضا واجهتني وكسيده طبعا ظروف الاسره والاطفال وعدم وجود نظام اجتماعي داعم كما في السودان.
الان وبفضل التقدم الكبير في مجال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي حلت بعض هذه الإشكاليات مثل توفير المعلومات عن الامتحانات والتحضير لها وعدم الحوجه للانتقال لمناطق اخري لتلقي الكورسات التحضيريه حيث ساهم التقدم الكبير في مجال الدراسه الرقميه في ازاله هذه العقبه. ولكن لازالت العقبات المتعلقه بتوفر الدعم النفسي والاجتماعي والمادي والتأقلم مع بيئه وثقافه جديده وحاجز اللغه التي تجابه كل المهاجرين الجدد موجوده ومؤثره.
*كيف إستطعت تحويل هذه المعاناة والمشقة الي فائدة عامة؟
بعد سنين من المعاناه الشخصيه ومعايشه قصص الاطباء والطبيبات المهاجرين في امريكا، تبلورت في ذهني فكره المساعده في توفير الحلول التي تتخطي حدود المساعده عبر التطوع والذي يعتمد علي توفر الزمن والذي يعتبر اكبر العقبات للمساعده في امريكا حيث إيقاع الحياه سريع وبالكاد يستطيع الواحد يتمكن من الإيفاء بمسئوليات العمل والاسره، الي المساعده بطريقه منظمه وفيها التزام اكثر والحمد لله تمكنت من انشاء شركه تهدف الي تقديم خدمات للاطباء وأصحاب المهن الصحيه من المهاجرين او الراغبين في العمل في امريكا.
إذن ما الهدف او الأغراض التي، من أجلها قمتي بتأسيس الشركة؟
من اهداف الشركه مساعده للمهاجرين من الاطباء والمهن الصحيه بتوفير الاستشارات والخدمات المهنيه عبر كوكبه من المختصين في مختلف المجالات. والاهم الخبراء ديل نفسهم في الغالب مروا بنفس التجارب وفي النهايه نجحوا رغم الصعاب والعراقيل وحابين يساعدوا غيرهم. مما ساهم في فتح باب وظائف تدريس للأطباء الذين تمكنوا من اجتياز هذه الامتحانات وفي انتظار فرص التوظيف او فرص زياده عبر الخدمات الاستشاريه والخدمات الاخري.
*حسب ذكرك للأغراض الا ترين انها أقرب للمشروع الإنساني من المكسب أو العمل التجاري؟
صحيح وشخصيا اجد نفسي في اغلب الأحيان لا أستطيع الفصل بين الفكرتين واغلب تعاملاتي مع العملاء يغلب عليها الوازع الإنساني ولكن في المقابل فكره ايجاد حلول لمشاكل انسانيه عبر طرق اخري غير التطوع فكره جديده ولها إيجابياتها من حيث ضمان جوده الخدمات وتوفير الوقت والجهد للعميل. أنا مثلا لو رجع بي الزمن للوراء ولقيت شركه تقدم نفس خدماتنا في ذلك الوقت فسأكون سعيده جدا ولن أتردد في التواصل معهم. لا يمكن ان تتصور مدي التعب الجسدي والنفسي وشعور الضياع الذي يمر به الاطباء المهاجرين في البدايات.
*للمعرفة أكثر ما هي الخدمات التي تقوم بها الشركة تجاه أصحاب المهنة الصحية
خدماتنا تشمل: الاستشارات المهنيه والاكاديميه، كتابه او اعاده كتابه السيره الذاتيه والخطابات الشخصيه بطريقه مهنيه، المساعده في التسويق الذاتي المهني، المساعده في مليء استمارات التقديم للجهات الاكاديميه والمهنيه.
طبعا بالاضافه للخدمات دي حاليا أضفنا تقديم كورسات تحضيريه للأطباء لامتحانات رخصه ممارسه المهنه الطبيه في امريكا. الكورسات تقدم اون لاين للدارسين حول العالم من مختلف البلدان.
*وهل هي محصورة على السودانين بأمريكا فقط ام انها تسع الجميع في كل مكان؟
الشركه تقدم خدماتها الكترونياً عبر الانترنت. موظفين الشركه والعملاء متواجدين في جميع أنحاء العالم ومن مختلف الجنسيات.
*فى بلد مثل الولايات المتحدة الأمريكية معروفة عنها الخطط لكل شي ماخطتكم للمستقبل القادم كمؤسسة؟
نخطط ونعمل علي ارضاء عملائنا عبر التجويد والتوسع في الخدمات المقدمه وتذليل الصعاب التي تقف دون استفادتهم من الخدامات التي نقدمها عبر الحوار والبحوث والمراجعه الداخليه ومن ثم التطوير.
*مقارنة بحالات الكوارث الاوبئة الصحية التي انتشرت في كل مكان الا تعتقدين ان ذلك يمثل خطر فضلا عن احتمال تناقص في الكوادر الصحية ماخطتكم لاحتمالية حدوث ذلك؟
وفقا للأرقام والتوقعات تعاني الولايات المتحده الامريكيه الان من نقص في الكوادر الطبيه ويشمل هذا النقص الاطباء. سوف يستمر هذا النقص حتي عام ٢٠٣٥ إذا لم يتم أخذ التدابير المناسبه لحل هذه المشكله. توفر الخدمات التي تقدمها شركتنا الان وسائل لحل هذه المشكله عبر التدريب والتأهيل والمساعده في إزاله الصعوبات المهنيه والاكاديميه التي يواجهها العملاء وتقف عائقا في طريق انخراطهم في سوق العمل والاستفاده من خبراتهم.
ايضا تشمل خطتنا المستقبليه التوسع في خدمات توظيف للكوادر الطيبه لمزيد من المساهمه في حل هذه الإشكاليه.
*مشروع الشركة كبير الا تعتقدين انه يحتاج لدعومات كبيرة مقارنة بالمستفدين من الخدمات وهو نشئ بدايات؟
نعم صحيح. احد اكبر المعوقات التي تواجهنا في الشركه هو محدوديه دخل العملاء باعتبار الظروف المرتبطه بالمهاجرين الجدد للولايات المتحده الامريكيه. احد الحلول المطروحه من جانبنا للمساهمه في الحل هو محاوله خلق شراكات ذكيه مع منظمات او مؤسسات او افراد يعملون في مجال دعم المهاجرين من الاطباء وأصحاب المهن الصحيه لتوفير الدعم المادي اللازم لهم للاستفاده من الخدمات التي نقدمها.
*مقارنة بشكل هذه الخدمات الا تعتقدين انا هذا يضعكم في قائمة المقارنات بأشخاص واطباء بدول أخرى من (حيث الميزانية المالية لتقديم الخدمة ) ٠
علي العموم هامش ربح الشركه لا يذكر مقارنه بالشركات الامريكيه المنافسه او بنوع وجوده الخدمات المقدمه بالاضافه للفوائد الاخري التي يستفيد منها العملاء مثل كسر حاجز اللغه ونقل التجارب المشابهه حيث ان اغلب العاملين في الشركه من استشاريين او موظفين او مدرسين من المهاجرين من دول مختلفه. والعامل المشترك بينهم هو الرغبه في مساعده العملاء لتخطي الصعاب التي واجهوها هم انفسهم في بدايات قدومهم للولايات المتحدة الأمريكية.
*لماذا انتي قليلة الظهور الاعلامي بالرغم من كل الخبرة والإنجازات العريضة (كنتي وين)؟
أنا موجوده في نطاق مجالي العملي والاجتماعي ولا اعتبر نفسي صاحبه إنجازات تستدعي الظهور الإعلامي ولا زال الطريق طويل والأحلام كبيره.
*وايضا كسيدة اعمال الا ترين ان مفهوم المصطلح بات مؤطرا بعض الشيء؟
علي مستوي السودان نعم. حيث لا زال مجتمعنا السوداني ينمط سيدات الأعمال (عن قصد او غير قصد) في شكل أعمال كالتجميل والأزياء والمطبخ والإعلام. رغم ان مجال رياده الاعمال مفتوح للجنسين علي حد سواء. ربما تكون المشكله في النساء نفسهم خوفهم او ترددهم خوض غمار المنافسه في مجالات مرتبطه بالرجال ويبقي الحل في اختيار مجالات قريبه لهم وتسهل فيها المنافسه. وربما ايضا للإعلام السوداني نصيب في هذه المشكله من ناحيه التقصير في تتبع وعرض نماذج مختلفه لسيدات الاعمال. اري الحل في التأهيل والتدريب والتشجيع لزياده فرص النساء لخوض مختلف المجالات.
*واخيرا ماذا تريدي أن (تقولي) بشكل (مفتوح) ٠
شكرا جزيلا للاستضافه استاذ علي. اتمني ان اكون قدمت من خلال هذا اللقاء رؤيه جديده تسهم في بث الأمل والروح الايجابيه وتساهم في ايجاد حلول لعملائنا الكرام. في ظل الظروف التي يمر بها الوطن لابد لنا من محاوله إبقاء شمعه الأمل متقده في داخلنا لنتمكن من تخطي صعاب هذه المرحله والتي هي بالتاكيد الي زوال قريبا باذن الله.