في مقابلة متعددة الجوانب .
الكاتبة الصحفية داليا حافظ ..للخرطوم ديلي
المرأة الصحفية بخير إلى أن يرفع في وجهها سلاح إشانة السمعة لمجرد اختلاف الرآي !
الجرأة يجب أن تلازمها الموضوعية!
الواقع يقول بأن الصحفيين يهتمون لآراء بعضهم البعض أكثر من اكتراثهم لآراء القراء.
رغوة الجرح قوبلت بجدل وأوقفتها لتقديرات الرقيب الذاتي .
*حرية الصحافة مهدرة في المهاترات والإشتباكات بالٱقلام .
*كتاباتي لا أقصد بها إثارة الجدل و(إنقذوا بويضاتي )كان تعليق علي رواية .
*واجهت إتهامات وأحد القراء وصفني بمحرضة البنات علي عقوق الوالدين .
أواجه حملات النقد بالتعلم منها أحياناً والتجاهل غالباً !
قلم تميز بعكس الحقائق مجردة دون التستر حول جدار الرمز ،شكلت محطاتها المهنية مدارس وأشخاص وقضايا جعلتها ناضجة منذ وقت مبكر تلك المحطات أو هؤلاء الرموز الذين مر بهم حرف داليا كانوا عملاقة الفكر الكتابي والإبداعي سعد الدين إبراهيم الذي تدربت على يديه سيد أحمد خليفة وآخرون كلها كل هولاء أشخاص علي ظروف شكلوا نضجها
بعدها شدت رحالها الى الإمارات منذ زمانا مضي مندمجة في دورها ومؤسساتها الإعلامية المختلفة كلاهما قدم للأخر وأضاف لسيرتها المهنية المتنوعة
جلسنا معها في حوار شامل ناقش العديد من المحاور محطاتها وقضايا الصحافة والراهن وجوانب أخري تتابعونها عبر مضابط هذا اللقاء .
حوار ..علي ابوعركي.
أخذتي قرار الغربة بوقتا مضي وانتي في عز نجومية ظهورك الاعلامي ماسبب ذلك ؟
قرار الغربة فرضته بعض الظروف منها الخاص ومنها أحوال البلد بشكل عام وحمى الإنتماءات والتصنيفات التي سادت الفترة التي خرجت فيها من السودان، وأنا منذ أيام الدراسة الجامعية وحتى عملي في الصحافة لم أنتمي أو أحسب على أي جهة وحرصت على استقلاليتي التامة ولكن كان الثمن خروجي.
من المعروف أن اي مسيرة تمر بمحطات أشخاص ومعوقات احكي عن ذلك ؟
في الصحافة السودانية عملت في صحف مختلفة وكل صحيفة أعتبرها مدرسة وقائمة بذاتها ومعلمي الأول فيها هو الشاعر والأديب الراحل سعد الدين إبراهيم كان مؤمناً بموهبتي في الكتابة ومنحني فرصة عمري في أخيرة صحيفة الحرية ووقتها كنت أحبو في بلاط صاحبة الجلالة، كذلك عندما عملت في صحيقة الوطن المرحوم سيد أحمد الخليفة جعلني أكتب في نفس المساحة التي كان يكتب فيها إبنه عادل سيدأحمد وأخبرني أنها لا يعطيها إلا لمن يستحقها لذا أعتقد أن موهبتي تم تقيميها بشكل جيد من أساتذة كبار ولكنه كان تقييميا معنوياً أكثر من كونه مادياً، وبشكل عام صحيفة الحرية من أهم المحطات كونها مدرسة خرجت ألمع وأهم الأسماء الصحفية بالتحديد في الأقلام النسائية منهن الموجودات حتى الآن ومنهن من زوا نجمه.
بعد نجومية اويت الانزواء لماذا ؟
لا أستطيع تقدير ذلك ولكني المتأكدة منه أنه ما زال في جعبتي الكثير لأقدمه لمجتمعي وبفضل الله تعالى هناك مساحات كبيرة لأقوم فيها بذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
هناك بعضا من اعمالك تسببت في جدل واسع نذكر منها رغوة الجرح لماذا قمت بإيقاف العمل الروائ حتي الآن؟
رواية رغوة الجرح التي بدأت نشرها في موقع سودانيز اون لاين سببت جدلاً واسعاً كونها كانت تنطوي على جرأة كبيرة في الطرح وقوبلت فيها بعنف شديد وصل للتجريح الشخصي ورغم إيماني بتفردها إلا أنها جعلتني أعمل الرقيب الذاتي في داخلي مما أثر كثيراً في إنتجاتي ولكنها يوماً ما سترى النور(كل شيء في وقته حلو).
بشكل عام هل تعتقدين أن هناك ظلم ظل يمثل عبأ علي الصحفي السوداني
المجتمع الصحفي السوداني من أعقد المجتمعات وحرياته مهدرة في شخصنة المواضيع فلو رجعت لسجل المهاترات والاشتبكات بين الأقلام الصحفية ستجدها حتماً أكبر زخماً من ملفات الفساد والتحليلات والعقلانية السياسة، والصحفي السوداني بالتأكيد مسحول مادياً ومحاصر بأفخاح الإنتماءات.
اذا كان نعم لماذا يرتضي بذلك بالرغم من أنها مهنة دفاع عن الحقوق ؟
هناك نوعان من الصحفيين نوع يتعامل مع الصحافة كعمل وهذا سيرضى بأي شيء، ونوع آخر يتعامل معها كشغف وهذا لن يرضيه إلا الحق والحقيقة.
دائما ماتوضع كتابتك في قالب إثارة الجدل والذاكرة مازلت تحتفظ بمقالك أنقذوا بويضاتي؟
كتاباتي لا أقصد بها أبداً إثارة الجدل ولكن ككاتب لابد أن أركز على زاوية أتناول منها ما أريد طرحه بأن أضعه تحت دائرة الاهتمام هذا يسمى أسلوب .قد يوافق البعض وقد لا ..وعندما اخترت عنوان أنقذوا بويضاتي هو في الأصل اسم لرواية تتحدث صاحبتها عن أهمية أن نختار الأزواج المناسبين لكي ننجب منهم..وقد استعرته لأتحدث عن تأخر سن الزواج وتجميد البويضات مسألة في غاية البساطة.
هل الصحافة السودانية تعاني ضيق حرية وحصار كما يزعم كثيرون؟
كما اسلفت الصحافة السودانية مساحة الحرية في المهاترات بها أكبر من تسليط الضوء على قضايا مهمة لذا هناك طاقة مهدرة في تصفية الحسابات أكثر من خدمة المواطن والتركيز على ما ينفعه، وأعتقد أن (مع وضد) المقحمة بشدة في الصحافة جعلت الصحفيين يهتمون بالحديث مع بعضهم البعض أكثر من حديثهم مع الناس(القراء)،بكل تأكيد ظل القابض على الحياد كالقابض على الجمر.
لديك الخبرة في عدة صحف ومواقع عربية وأيضا تجارب سودانية،مالمقارنة ؟
لكل تجربة مميزاتها، لكن هنا تعلمت الاهتمام بالتفاصيل وضرورة التطور المستمر حتى أنني درست الإعلام ولم أعتمد على الخبرة فقط وبالفعل عندما درسته كان بمثابة وضع النقاط على حروف تجربتي وخبرتي وجعلني أؤمن أكثر بأهمية التخصص.
في ظل سيطرة الإعلام الموازي أو الرقمي كيف تنظرين لحال الإعلام التقليدي هل هو علي زوال ؟
لم يزول لكنه أختلف وأصبحت المواكبة شرط أساس للحاق بركب الرقمية ولكن المهم في الإثنين هو الأخلاق المهنية والموضوعية.
كقلم متمرد وجرئ هل وقعتي ضحية تحريم أوتجريم كحالة من حالات السيطرة الفكرية؟
تصنيف الجرأة هذا يأتي من بعض المتلقين لما أطرح ولكني لا أصنف نفسي كقلم جرئ ودائماً ما أراعي الموضوعية ..ومن يصنفني جريئة هو يصنفي وفقاً لمقياسه الشخصي وليس بمعايير الجرأة لذلك فهذا شيء نسبي وبالإجابة على سؤالك واجهت كتير من الإتهامات وفي مرة أحد القراء قال لي أنني أحرض البنات على أبائهم في محتوى تحدثت فيه عن أهمية رفض العنف.
ماذا ٱنت قائلة عن العذابات التي تعيشها المرأة الصحفية ؟
المرأة الصحفية ستكون بخير اذا لم يرفع لها سلاح الإساءة للسمعة لمجرد الاختلاف معها في الرأي.
كيف تتعاملين مع الهجمات والنقد وكيف تتعلمين منها؟
اتعلم دائما، وأكترث لحد ما واتجاهل غالباً.
من بوابة الخروج .
مؤخراً بدأت أهتم أكثر بجانب الإنتاج الأدبي وقريباً سأعلن عن رواية أدبية جديدة.