لم يكن غياب سيدة الشاشات السودانية أقل درجة من غياب ملامح الخرطوم …
كيف لا و هما على نفس الدرجة
فإذا كانت الخرطوم هي عاصمة السودان
فالنيل الأزرق هي عاصمة الاعلام السوداني أجمع ..
قد يرى البعض لربما تكون شهادتي مجروحة..
لكني أنا تلك الفتاة التي نشأت في (حوشها)
وأعرف تماما مدى ارتباط المشاهد السوداني بها
لم تكن يوما الشاشة الزرقاء مجرد قناة يطرح من خلالها بعض المواضيع و قضايا الشارع السوداني والحراك الاجتماعي فقط
بل كانت جزء اصيل من كل بيت سوداني …
كيف لا وهي التي يجمعها بمشاهديها ارتباط وثيق أقرب إلى رباط الدم
حتى علاقة العاملين بها والمشاهدين
فالمشاهد أصبح على علاقة وطيدة حتى بمن هم خلف الكاميرا
( المصورين والمنتجين وفريق الاعداد)
ما أن التقي بأحد المشاهدين الاوفياء في احد الشوارع الا و يسألني عنهم فردا فردا …يوصني اشد توصيه بأن أبلغهم السلام والتحايا
اعلم تماما كيف نشأت تلك الحبيبة بحب القائمين بها والعاملين عليها وكيف كان الشوق يسوقنا لها قبل تكاليف العمل الرسمية
المحبة والوفاء كانت أول بنود عقد العمل الذي يربطنا بها….
لم تجمعنا الزمالة فقط ولا بيئة العمل التي تحث على الابداع والانتاج
بل كان هناك شيء اكبر حتى نحن لم نستطع فهمه إلى الآن
دائما كنا نتسأل
(ما هو نوع السحر الذي يجعلنا لا نستطيع أن نفارق بلاط جلالتها)؟
لا أخفيكم سرا إن قلت
لديها سحر خاص
وفراقها أشبه بفراق حبيبة أمضيت معاها نصف عمرك عشقا ووله…
ولعمري فراقها يوازي فراق الوطن…
والبعد عنها غربة شقية…
أو ليست هي الدرة التي تحتضنها أمدرمان؟!
فهنيئا بعودة سيدة الشاشات السودانية إلى قائمة التلفاز
هنيئا لمشاهديها
و هنيئا لنا عودة الروح الى الجسد ..
عدنا والعود أحمد