تقارير

من براءة الي رصاصة تجنيد الأطفال في حرب الخرطوم

تقرير … عبد العزيز النقر

بداية سبتمبر الحالى خرج الجيش السوداني ببيان من ناطقة الرسمي أكد فيه أنهم يحتجزون ٣٠ طفلا في المعارك التى دارت بينه وقوات الدعم السريع فى منطقة امدرمان سلاح المهندسين والمدرعات جنوب الخرطوم وبعد أسبوعين من البيان سلمت القوات المسلحة الأطفال إلى الصليب الاحمر

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الجيش السوداني أفرج عن ثلاثين قاصرا تم أسرهم أثناء القتال إلى جانب الدعم السريع في عملية يسرتها اللجنة بأم درمان وأشرفت على نقل الأسرى إلى ود مدني وسط البلاد.

وحسب البيان فإن اللجنة الدولية باعتبارها وسيطا محايدا ” نظمت عملية نقل القاصرين برا من الخرطوم إلى ود مدني بولاية الجزيرة بأمان”.

وقالت كاتيا لورانز رئيسة بعثة اللجنة الدولية في السودان إن القاصرين المفرج عنهم هم أولًا وقبل كل شيء ضحايا هذا النزاع، وأبدت أملها في أن تفتح هذه العملية الباب أمام مزيدٍ من عمليات الإفراج عن محتجزين.

تجنيد من أجل المال

فى نهار خريفي تم توقيفي أمام ارتكاز لقوات الدعم السريع في منطقة الكلاكات جنوبي الخرطوم وبعد السؤال والاستجواب من قبل أحد أفراد الدعم السريع اتضح لى انه طفل دون سن الثامنة عشر انتهزت هذه الفرصة والقيت عليه بعض الأسئلة بالرغم من التوجيهات الصارمة من قبل الاستخبارات العسكرية للدعم بعدم حديث اى فرد مع اى مواطن تكررت زيارتي لهذا الارتكاز بحكم انه قريب من السوق الذى اذهب إليه لقضاء بعض حاجاتي استطعت الجلوس مع (ع.ن) نشير بالاحرف الأولى لاسمه حفاظا على سلامته ليروى لى انضامه للدعم السريع

*رحلة خطف*

يقول (ع.ن) انه تم إزاله عنوة بعد ان قام الجيش السوداني فى ١٥ أبريل الماضي بضرب معسكرات الدعم السريع فى مناطق الخرطوم الرئيسة مما أحدث خسائر كبيرة فى القوة البشرية يقول (ع.ن) بعد تلك الضربات تم إنزال عدد كبير من الشباب المتجهين من الخرطوم إلى الولايات هربا من جحيم الحرب وادخلنا فى معسكر جنوبي الخرطوم تم تدريبنا قسيرا على فك وتركيب السلاح فى مدة أقصاها ١٥ يوم وتم الذج بنا في المعارك الدائرة

يمضي (ع.ن) بالحديث أنهم كانو ١٤ طفلا تم قتل ٨ منهم فى المعارك يقول انه استطاع التواصل مع أهله فى وسط السودان للاطمئنان عليه وانه حاليا يفكر بشكل جدي إن يخرج من هذا الكابوس على حد وصفه لان رائحة الدماء والجثث بدأت تزعجه بشكل كبير

*تجنيد اثني*

(ي.أ) من أبناء إحدى ولايات غرب السودان يبلغ من العمر ١٧ عاما قال انه تم تجنيده من قبل خاله الذى يعمل فى الدعم السريع وان الحرب الحالية التى يقودها الدعم السريع هى حرب ضد المركز (العاصمة) وضد (الحلابة) مصطلح يطلق على أبناء الشمال النيلي ولذلك فانها مشروعه ويمضي فى حديثه إن الخرطوم لابد أن تدين بالولاء لقيادة الدعم السريع لأنهم هم المسيطرين على العاصمة الخرطوم وانه بشكل دورى يهاجم مع القوات التى تذهب إلى مقر القيادة العامة حيث هاجمها من اندلاع الحرب ٤٥ مرة والمدرعات ١٥ مرة وسلاح الإشارة ١٣مرة وكررى عدة مرات يقول (ي .أ) إن قضيتهم حاليا هو جلب الديمقراطية للشعب السوداني ومحاربة(الكيزان الفلول) الاخوان المسلمين فى النظام السابق لعمر البشير وأنهم يتطلعون إلى أن يحكم السودان من غربه وأن يكون حميدتي قائد قوات الدعم السريع المنحله بأمر القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيسا للسودان

*حوجة للمال*

الخرطوم أصبحت غير آمنة بهذه العبارة استهلها(ك.ك.ب) من أبناء جبال النوبة المولود فى ولاية الخرطوم ويدرس فى المستوى الأول ثانوي قبل اندلاع الحرب يبلغ من العمر ١٦ عاما يقول ان البندقية أصبحت تألم كتفه لانه يحملها طوال اليوم وعن قصة تجنيده من قبل الدعم السريع قال أنهم كان فى الاجازة يعمل عامل (درداقة) وهى عربة حديد صغيرة بها لستك واحد يدفها الشخص إلى الأمام وتستغل لنقل البضائع وخلافه يقول انه التقي بأحد القادة الميدانيين نقل له بعض المسروقات من عربته إلى مقر سكنه واصبح (ك.ك.ب) زبونا دائما لهذا القائد وانه بعد فترة طلب منه الانضمام إلى قوات الدعم السريع مقابل راتب شهري يقارب ال(٥٠٠دولار ) بالإضافة إلى معاونه القائد فى نهب بيوت المواطنيين وتصريف المسروقات فى السوق مقابل ٣٠%من قيمة المسروقات وبهذه الطريقة يقول (ك.ك.ب) انه استطاع أن يوفر لوالدته واخواته ال ٧ بنات حياة كريمة وأضاف انه مقتنع يان الذي يحدث حاليا خطأ ولكن هذه الحالة فرضتها واقع الحرب فى الخرطوم وانه كان لايستطيع أن يوفر لأمه واخواته السبع حق الإيجار فى الولايات المجاورة نسبة لارتفاعها بشكل جنوني وانه بعد انضمامه للدعم السريع وتعاونه مع القائد الميداني استطاع توفير حق الإيجار لاسرته في إحدى ولايات وسط السودان مع دفع تكلفة المعيشة التى ارتفعت بشكل الحرب .

تشير التقديرات غير الرسمية أن الدعم السريع جند منذ انشائه في العام ٢٠١٣ جند حوالى ١٥ الف طفل بالرغم من أن الدعم السريع انكر التقارير الأممية التي أشارت إلى تجنيده عدد من الأطفال طيلة هذه السنوات

وفى ٢١_٦_٢٠١٩ ذكر تقرير الخارجية الأميركية السنوي حول الاتجار بالبشر في السودان -نقلا عن تقارير إعلامية- أن مسؤولين مرتبطين بقوات الدعم السريع السودانية جندوا أطفالا وزوروا وثائقهم لاستخدامهم كمقاتلين في حرب اليمن.

ودعا التقرير الأميركي الخاص بالعام ٢٠١٩ إلى وقف عمليات تجنيد واستخدام الأطفال في الأعمال العسكرية.

وحث على تعزيز الجهود للتحقيق مع المسؤولين المتواطئين والمرتبطين معهم في عمليات تجنيد الأطفال، ومحاكمتهم وإدانتهم.

وورد في نفس التقرير -المنشور بالموقع الإلكتروني للخارجية الأميركية- أن القوات العسكرية السودانية منعت مراقبين من دخول مناطق النزاع في إقليم دارفور غربي السودان، مما يجعل التحقق من تجنيد أطفال هناك أمرا أكثر صعوبة.

وقال المجلس القومي لرعاية الطفولة في السودان – حكومي- إن قوات الدعم السريع جندت آلاف الأطفال وارتكبت انتهاكات بحق آلاف آخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى