اعمدة راَي

أصل الحضارة

دربات فرح - مودة عرندس

 

 

دق ناقوس الفرج أنا أرى ذلك جيداً نحن متجهون نحو بوابات جديدة في هذه الأرض الطيبة أرض الحضارات و الأنبياء الأرض التي خرجت منها طينتنا الأولى هناك عند ملتقى النيلين. تفاجأت طيلة فترة العام الماضي بأن كل من هم حولى أصابته نوبة من الكآبة الروحية و كأن معظمنا أصبح يتمرجح بين السماء و الأرض بين الروح و النفس بين الأنا و الذات. لم يدرك معظمهم ما يحدث له ..فقط يبكي الجميع محاولا أن يلملم شتات روحه و يندمج من جديد في عالمه الطبيعي و لكن لم ينجح أحد. سقوط جماعي او بالأحرى ارتقاء سيحدث بعد موجة قوية خسفت بنا إلى قاع الحياة. تعرضنا فيها للظلم و الغربة من الأهل و الخسائر المادية و أشياء أخرى كثيرة هي أعمق من أن تشرح او أجد لها تعبيراً يناسب قسوتها و أبعادها و مآلاتها. و لكن بشيء من الأمل أو عزائي أنني داخل كل هذه الفوضى أحاول أن اصنع دربات للفرح علها تنعش قلوب من ماتت أمالهم من جديد.

يبدو أن أمر الله أن تلقي بنا امهاتنا في اليم ليصطنعنا لنفسه (نحن جند الله جند الوطن) فقد تاهت خطواتنا نحوه لسنين عددا. جهلناه ..فضل طريقنا و دمرنا تأريخنا و حضارتنا بأيدينا تركنا سعينا خلفنا حتى تشوه كل شيء. الآن نحن على طاولة الرهان على أنفسنا على تاريخنا على مستقبل أطفالنا و قد يكون مستقبل عالم بأكمله فالسودان لم يكن يوما غير أب للجميع إحتضن و قدم الدعم و الحماية للكثيرين لعلهم يعقلون (حليلو الكان بهدي الغير صبح محتار يكوس هداي،،، وأسفاي) . و لكنه وعد منا بأن القادم أعوام جديدة يغاث فيها الناس و بوصلة إلهية لنعمر هذه الأرض كما لم تبنى أرض قبلها. إلى شباب السودان أنتم تحملون جينات عظيمة و عقول ثرية و قلوب يملأها الخير و السلام كنتم و مازلتم منارات أضاءت الكثير من بقاع العالم و أنا أقصد ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى