الكاتبة أمل عمر تتحدث من واشنطن عن مجموعتها الشعرية الصادرة حديثاً ( أنا و أُخرياتي)
الخرطوم ديلي.. علي أبوعركي.
– - ديواني (أنا وأخرياتي).. خرج بعد توقف دام طويلا عن (الكتابة)
*(أنا وأخرياتي) هو باكورة إنتاجي الادبي, هو مجموعة شعرية تضم قرابة المائتي نص شعري هي خلاصة تجربتي الشعرية الخاصة ، للفترة مابين 2018 الى 2024
جميعها كتبت بالولايات المتحدة الأمريكية عدا نص واحد أطلقت عليه (زينب).
جاء النص من وحي جلسة قهوة ، قد تكون عادية لاي شخص يجلس ليحتسي الشاي او القهوة بالقرب من إمرأة تصنع الشاي و تبيعه على قارعة الطريق ” ست الشاي السمحة” ، لكنها كانت مميزة جدا بالنسبة لي ، و كانت زينب في غاية اللطف والمحبة .
حدث ذلك إبان زيارتي لبلادي السودان في ٢٠٢١ بعد إنقطاع ٍ متواصل عنه لإحدى عشر عاما
لهذا كانت الجلسة مشحونة بالحنين و الحب و بمودة زينب التي لاتنسى.
أتمناها بخير، و ان تعلم ان شاعرة ما ، ساقها الشوق من أقاصي الدنيا لـمقعدها القصير قد كتبت فيها قصيدة.
* في زيارتي تلك قمت بزيارة أفخم الهوتيلات والمطاعم غالبا لتلبية دعوات الاهل و الأصدقاء. كلها لم تاخذ بريق زينب التي تجلس جوار (خور) أمدرماني ، تحكر بخاطري فكان الإحساس سببا في ميلاد قصيدة لها وقع خاص في نفسي.
و التي قلتُ فيها :
.
– زَيْنَب
الغربةُ هي أن يكون لك قلبٌ هنا
و ساقٌ هناك
و ضلعٌ مكسورٌ في كل مدينة
هأنذا..
أصهرُ شوقي علي موقدِ “زَينب”
أفورُ مثل قهوتها
أسكُبُ روحيَ في التراب
أتسرَّبُ في مسامِ الأرضِ
أتَمَرَّغُ في حنيني
أغرق.
هأنذا
أُودِعُ لُهاثي عند زَينب القابعةِ على قارعةِ المدينة
أقايُضها قلقي الكثيفَ بكوبِ قهوة
و مُرَ منفايَ بملعقةِ سُكر
أُغمضُ عينيّ،
أستَنشِقُ اللّيلَ كلَّه
بنجومِهِ و أغانيهِ و لوعات عشّاقه
أُخبِّئُ وجه حبيبي في طرفِ ثوبِها شهيِ الرائحة
هاكِ وجه حبيبي يا زَينبُ أمانة
خبّئيهِ في عُقَدةِ ثوبِك
و اتركي مقعدي منصوباً على زاويةِ المكاِن خافتِ الضّوء
لعلّيَ يوماً أعود.
*فرغت من تجميع نصوصي في كتاب مبكرا ، تقريبا منذ عامين و اكثر ، كان من المفترض ان يتم تدشينه منذ ذلك الوقت الإ أن عدم تفرغي و ما يمر به الوطن حال دون ذلك ..
*بدأت الكتابة ( مبكرا) ، كانت الكتابة و القراءة هم حبي الاول منذ ايام المدرسة ،لقد نشأت ُفي اسرة مُحِبة للقراءة و كانت امي حفظها الله استاذة لغة عربية قديرة لا تجامل في أمر اللغة ، و في بيتنا مكتبة ضخمة مكتظة بعيون الكتب من الادب العربي و العالمي ،
*كتبت مبكرا ، كتبتُ في المدرسة و الثانوية و الجامعة ، الإ أنني توقفت عنها طويلا نسبة لظروف خاصة ،وعلى وقع ذلك إنصرفت تماما عنها وعن القراءة بل وعن كل شيء و اكتفيت بدوري كربة منزل فقط.
و لأن شغفي بالقراءة مُتطرِف ، راودتني فكرة انشاء مجموعة أطلقت عليها القارئ السوداني بعد الثورة مباشرة ، حيث ظهرت مجموعات كثيرة تحمل اسم ” السوداني” في ذيلها ، شعرت بان اغلبها مجموعات انصرافية موغلة في التفاهة ك لا يجني منها الانسان السوداني غير ضياع الزمن ، فقررت انشاء القارئ السوداني رغم ان مواضيع القراءة و الكتب كانت لا تستطيع منافسة مثل تلك المجموعات..
لكني الآن أشعرُ بالرضا التام و استطيع أن اقول ان مجموعة القارئ استطاعت ان تستقطب عدد كبير من الشباب السوداني الباحث عن الحقيقة في الكتب، و وصل عدد أعضاءه الان لـ 110 ألف قارئ فخورة بهم فردا فرد .
وعن الكتابة بالنسبة لي حياة ، منطقة خاصة و حُرة لا تخضع لقانون ، بالنسبة لي كل شي يثير دهشتي صالح للكتابة ، هي فعل يومي و مزاج خاص،
— أنا أكتبُ الشِعرَ للمزاجِ يا صديقي
مثل شخصٍ يَتَجَوَّلُ عارياً داخل داره
يدخِنُ الحشيش
يحتسي الخمر َ،
أنا أعاقرُ الكلمات
أُدخنها
أتَنَشَقَها
أجنّ
أهرْطِقْ
أغيبُ عن وعيي
أصنَعُ الليالي الحَمراء
الخطايا و الصلوات
أعبُرُ الفردوسَ و الجحيمَ في قصيدة
أنا لا أعبأُ لمسابقات الشعرِ و منصات الشعراء
أكره التصفيق
و لا يهمني
ان تفوز قصائدي بجوائز
أن تَضعَ على أعناقها ميداليات
أن تكون الأولى في مارثون المشاعِر
أنا اكتبُ للمزاج يا صديقي
فقط للمزاج ..
لذلك كتبت عن كل شي اثار في عقلي التساؤلات و المشاعر .
فكتبتُ في الوطن ،الموت، الصداقة، الطفولة ،الامهات ، الآباء و الاجداد، الغُرباء ، التَوحُد الغربان و البعوض و الذباب و القهوة ،
– و عن الرجل و العشق قلتُ في مدخل قصيدة.!!
،حين قَبَّلتني
حين قبّلتني بالأمس
نسيتَ على شفتيّ جَوقةَ موسيقى
نجوماً وقمرْ
نَسيتَ حقلاً من زهرِ الياسَمين
أطفالاً يَتَغَنون بالنشيدِ الوطني لقَلبي وقلبَك
نَسيتَ عصافيرَ في موسمِ تزاوجِها الأول
و امرأةً مذهولة.
أشكرك جدا اخ عركي على هذا اللقاء و الحوار اللطيف الذي مع شخصك، اتمني لك كل النجاح و السعادة صديقي